توضأ رياض اسماعيل عبدالله قبيل آذان فجر امس الاحد، قرأ ما تيسر من سور القرآن الكريم، اقام نافلة الفجر وركتي الصبح، وسبّح الله سبحانه وتعالى طويلا، ثم رفع يديه الى السماء حتى بان بياض إبطيه طالبا من الباري عز وجل تيسير امره ، فإنه الميسر لكل امر عسير ،وانطلق على بركة الله، ولكن ليس الى مركز عمله الثانوي كمهندس في وزارة التربية والتعليم حيث يعمل الشيخ اسماعيل،  ولا الى عمله الاساسي،  كامام احد المساجد وانما انطلق على اسم الله الى غزوة قصر العدل يريد ان يجاهد احد اعداء الله سبحانه وتعالى 
الشيخ رياض هذا، غير آبه ولا هو مدرك لتاريخ المقتول، ولا يعنيه لا من قريب ولا من بعيد المواقف السياسية وكتابات ناهض حتر، حتى انه لم يسمع به قبل فعلته الشنيعة التي تستحق القتل بنشره رسم كاريكاتوري يسيء للذات الالهية، ولا ادري ان كان الشيخ رياض قد شاهد الرسم المذكور او اكتفى بما نقل له من شاهدين عدلين فقط، لانه بحسب ما هو ظاهر من اعترافاته الاولية فهو لا يقرأ الجرائد ولا يسمع الاخبار لذا هو لم يسمع باسم المقتول من قبل ،  
 اعتبر هذا المتدين الاحمق، بان " الله " المسكين والضعيف  قد اسيء  له من خلال رسم سخيف وبالتالي فان من اوجب واجباته الدينية ان يدافع هو القوي القدير عن سمعة وشرف الله، وان لا يسمح لهذا المجرم الزنديق المسمى ناهض حتر ان يبقى على قيد الحياة، ولا يدري هذا المؤمن انه اساء الى " الله " اكثر بما لا يقاس مما اساءه المقتول، من خلال اعتباره "الله " ضعيفا واهنا يمكن ان يساء له في اي لحظة ويحتاج لمن يدافع عنه 
وعلى المقلب الاخر من الجريمة، لم يعبأ حزب الله ببيانه الرسمي ولا عبر وسائل اعلامه كافة، بما نشره المناضل الكبير والمفكر الممانع ناهض حتر، فقد غاب الله سبحانه وتعالى عن كل المشهد، فلا رسوم ولا كاريكاتور ولا إساءة، بالوقت الذي من المفروض ان يكون الحزب هو السباق للدفاع عن " الله "  بوصفه حزبه الذي لم يتهاون او يتردد من قبل بالدعوة الى التظاهر ( 2012) للدفاع ليس عن " الله " بل عن رسول الله  ، ويومها لم يعبأ الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله بالاوضاع الامنية فنزل شخصيا الى الساحة ليشارك الجموع الغاضبة ، وقد طلب السيد من انصار الحزب ومحبي رسول الله ارتداء الاكفان البيضاء يومها  والاستعداد للشهادة في التصدي ومنع رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول الكريم 
وهذا الحزب عينه الذي يقدم عشرات الشهداء يوميا في سوريا تحت يافطة الدفاع عن مقام السيدة زينب بوصفها ابنة رسول الله، لم ير في ناهض حتر الا شهيدا كبيرا ومفكرا عربيا مقداما، فقط لانه يلتقي معه بما هو اهم من موضوع الاساءة لله، فهو داعم ومنظر لحربه وحرب بشار الاسد على الشعب السوري، ويبرر بموقفه الممانع كل هذا الدمار والقتل والتهجير الذي يحصل على امتداد الجغرافيا في سوريا، 
حزب الله بموقفه من قتل ناهض حتر كان على النقيض تماما من موقف الشيخ رياض اسماعيل عبدالله، فالاخير لم يرى اي اساءة او تتطاول على " الله " بدعم المقتول وتحريضه على هدر دماء اطفال ونساء سوريا، فيما الاول يرى ان دعم بشار الاسد ومحور الممانعة هو فضيلة تغفر لحاملها اي ذنب حتى ولو كانت اساءة الى " الله " ودماء الشعب السوري انما تهدر باسم الله وعلى بركته !! 
بين دماء حتر التي سالت امام قصر العدل في الاردن باسم الله، والدماء التي تسيل في سوريا باسم الله ايضا، نسأل نحن الذين نكفر بإلهكما ولا نؤمن الى بإله رحمن رحيم : الى متى ستستمرون باستحضار " الله " فقط فوق دمائنا  ومتى سيتوقف كل هذا القتل الحلال ؟