أعلن مصطفى هجري أمين عام حزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بأن قوات حزبه (البيشمركه) دخلت مرحلة الحرب المسلحة مع الجمهورية الإسلامية بعد وقف لها استمرت لمدة عشرين عاماً.

 

وقد أعلن هجري في وقت سابق عن أن حزبه بدأ مرحلة جديدة للنضال في كردستان [الإيرانية] وأوضح هجري بأنه يقصد من تلك المرحلة الجديدة، أن الحزب سيسعى من أجل التوعية السياسية للناس وإحياء الأمل فيهم وتشجيعهم لمتابعة حقوقهم الوطنية.

 

ولكنه عاد أخيراً وأعلن خلال حديث مع قناة "بي بي سي" عن بدء الحرب مع الجمهورية الإسلامية من الداخل.

 

بدأ الحزب الديمقراطي الحرب ضد الجمهورية الإسلامية بُعيد انتصار الثورة وتأسيس النظام الجديد في العام 1980 بعد أن رفض النظام منح الأكراد الحكم الذاتي الذي كانوا يطالبون به، ربما كخطوة مرحلية للاستقلال، وتمكن الحزب من احتلال مدن وقرى في محافظة كردستان، وسارع مصطفى شمران إلى قمع تلك الحركة الانفصالية بعد سقوط مدينة باوه، ولكنه حوصر مع مرافقيه قبل أن يُصدر الإمام الخميني فرماناً قيادياً بتوجه قوات الجيش والقوات الأمنية نحو تلك المدينة لتحريرها من أيدي الانفصاليين، فهرب الانفصاليون من المدينة قبل وصول قوات النظام، ثم استمرت الاشتباكات بين الطرفين لمدة عشرة أعوام تقريباً، قبل أن تضع أوزارها في منتصف التسعينيات لتستمر الهدنة عامين كاملين ونقلت قوات الحزب إلى الكردستان العراقية.

 

أثار موقف الحزب الديمقراطي الكردي بإعلان الحرب ضد النظام، استياء منظمات وشخصيات سياسية كردية اعتبرت بأن إعلان الحرب ضد النظام، يعطي ذريعة له بقمع المعارضة السياسية المدنية التي تحاول من أجل الحصول على حقوق المواطنة عبر أساليب سلمية.

 

ويرى مراقبون بأن إذكاء الاضطرابات والتوترات الأمنية  في إيران مشروع يتابعه بعض الدول العربية وفي هذا السياق يتهم النظام الإيراني المملكة السعودية بالوقوف خلف تلك المخططات، كما يبدو أن المملكة السعودية أيضاً لا تخفي وقوفها بجانب المعارضة المسلحة الإيرانية، خاصة عبر مشاركة شخصيات رسمية سعودية في مؤتمر مجاهدي خلق الأخير في باريس، بالرغم من أن تلك المنظمة، منظمة إرهابية لها تاريخ من الاغتيالات والعمليات الانتحارية التي استهدفت شخصيات سياسية ومدنيين.

 

وهذا فإن المملكة السعودية تتهم إيران دوماً بدعم الإرهاب، وتنفي إيران ذلك وتؤكد على أنها ليست لديها مخطط لخلق التوتر داخل المملكة ولا تشجع الشيعة في المملكة السعودية كما في البحرين على استخدام السلاح ضد النظام.

 

وعليه فإن لكل من الطرفين: إيران والسعودية ورقات ضغط يمكن استخدامها ضد الطرف الآخر، إلا أن قسماً من الشيعة في السعودية متعاطفين مع إيران كما إن هناك قسماً من السنة البلوش والأكراد الإيرانيين متعاطفين مع السعودية، ولكن يجب على الطرفين ان لا يسرفوا في استخدام تلك المواطنين المدنيين الأبرياء في تحقيق مشاريعهم السياسية والعسكرية، لأن الخلافات بين الدول ستُحلّ عاجلاً أم آجلاً ولكن الفتنة لن تهدأ بسرعة بل ستستمر وتعرّض المواطنين لأضرار كبيرة وكثيرة.

 

وسوف تشهد محافظة كردستان الإيرانية المزيد من الاشتباكات بين قوات النظام والمعارضة المسلحة الكردية المنتمية إلى الحزب الديمقراطي، ولا شك في أن هذا الحزب سوف يخسر الكثير من الأرواح والعتاد، أياً يكن حجم الدعم المالي المقدّم له كما أن انفصال كردستان الإيرانية سوف يبقى أضغاث أحلام في ظل الوحدة الوطنية الإيرانية وفي ظل الإجماع الإقليمي على عدم السماح بتكوين دولة كردية في اي من تركيا والعراق وسوريا وإيران.