حضرت السٌنية السياسية السعدية والدينية الموالية للحريرية بكثافة العمائم البيضاء في حين اخُتصر التمثيل الشيعي برمزية نيابية وأخرى جعفرية لبس فيها المُفتي عباءة أبيه لتتسع لطائفة غير حاضرة بقوّة في المسجد الذي افتتحه زعيم المختارة لتأكيد اسلامه المشكوك به من قبل المتطرفين والتكفيريين . كما أن التمثيل المسيحي كان كالحضور الشيعي خجولاً ولا يلامس أهمية الحضور السُني الذي طغى وغطى الحضور المتنوع لأصدقاء النائب وليد جنبلاط .
تبدو محاولات جنبلاط المتكررة لإعطاء الطائفة الدرزية فرص التعبير العلني عن ايمانهم العميق بالرسالة الاسلامية وبالدين المحمدي بعد انتفاء الأسباب الآيلة الى فتح باب التقية والضمور تحت الباطن خوفاً من المتطرفين التاريخيين وبعد الضرورة التي أوجدتها المرحلة الراهنة من خلال تصدع شكل الوحدة الاسلامية وبروز عصبيات مذهبية حادة مقلقة وشاهرة لسيوف التكفير هنا وهناك وبعد أن وقع الخلاف الطائفي والمذهبي في سورية والعراق واليمن والبحرين والسعودية ولبنان وتفاعل العالمين العربي والاسلامي مع جحيم المعارك المحتدمة واصطفاف القسم الأكبر من العرب والمسلمين الى جانب العربية السعودية ووقوف قلّة مع الجمهورية الايرانية في حربهما المعلنة في أكثر من بلد عربي .
منذ الثورة السورية وزعيم المختارة يجاري السوريين في محاولتهم للخروج من دائرة الاستبداد انحيازاً سياسياً ومؤمناً بضرورته وانسجاماً مع منطقه وأفكاره التحررية وخلافه مع المستبدين باسم الأمّة والحرية والاشتراكية وباسم القدس والقضية الفلسطينية والصراع العربي – الاسلامي . وقد حرص جنبلاط في الموضوع السوري على الانحياز الكامل للأكثرية السنية ورفض أن ينحاز الى الأقليات كما فعلت الأقليات السورية التي اجتمعت واحتشدت ضدّ الأكثرية بتمسكها بالنظام الذي يعتمد على حراسة الطائفة العلوية له .
لهذا قال لدروز سورية كونوا الى جانب الثورة ولا تتبعوا خطوات النظام   كي لا تستعدوا شعباً سيتعامل متطرفوه معكم بقسوة وبتكفير إن نصرتم الأسد في حربه على الشعب السوري . ورفض كل المحاولات التي ادخرها النظام لتوريط الدروز السوريين في الحرب الى جانبه ونأى بهم الى جادة الأمن والأمان ليحرسهم من عداوة مكلفة من شأنها أن تقضي على الوجود الدرزي كما هو حال الأقليات المسيحية المهجرة والشيعية المحاصرة والكردية المنفية والعلوية المهددة اذا ما خسرت حربها العبثية .
رغم مواقف جنبلاط المتقدمة من الأزمة السورية ثمّة جهات هددته بالقتل وهذا التهديد قد أصاب من جنبلاط ودفعه الى بذل المزيد من الاعلان عن اسلام طائفته ويأتي افتتاح مسجد الأمير شكيب ارسلان في المختارة وبرعاية مباشرة من مُفتي الجمهورية اللبنانية كرد مباشر على المصطادين بحياة الزعيم الجنبلاطي بواسطة ممثلي أهل السُنة حيث دافع المفتي عن حياة جنبلاط واعتبرها حياة وطن ومسؤولية شعب وقد أمّ الشيخ دريان صلاة الجماعة وخلفه إمام المختارة الشيخ وليد جنبلاط الذي صلى وسلم وتشهد بعد أن ركع وسجد في مسجد الأمير شكيب ارسلان . 
لقد وقف شيخ الطائفة الدرزية خلف الشيخ المفتي دريان  في الصلاة ولم يتقدم عليه رغم أن أعراف المشايخ تقتضي خلاف ذلك الاّ أن لضرورات جنبلاط أحكاماً أخرى .