" بمناسبة ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، بقدَم اعتذاري من كل أهل الضحايا على تورَط حزب الكتائب بالمجزرة. وبتمنى من كل هالجيل الجديد يعتذروا عن جرائم أحزابن لإن الإقرار والإعتذار أو خطوة تجاه التغلب على جروح الحرب. رح بلَش من حالي: أنا آسف". بهذه العبارات اعتذر النائب سامي الجميل عن تورط حزبه في مجزرة صبرا وشاتيلا في الذكرى ال 34 للمجزرة. المجزرة التي ذهب ضحيتها بين 750 و 3500 قتيل بين رجال ونساء وأطفال وشيوخ، اشترك فيها كل من حزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي، والجيش الإسرائيلي الذي حاصر المخيم وأضاءه بالقنابل المضيئة.


دلالات إعتذار الجميل:
لا شك أن الجيل الجديد يتطلع إلى بلد مفعم بالحياة والسلام، خاصة بعد أن شاهد بأم العين ما خلَفت الحرب الأهلية من دمار هائل في المنشآت والبنى التحتية، وشرذمة للمواطنين، وعدد كبير من الضحايا والمفقودين الذين لم يعرف مصيرهم حتى اليوم، وما زال هذا الجيل يدفع ثمن ما فعله أسلافه في الحرب، فالكهرباء التي لا تكاد تأتي حتى تذهب، والبنى التحتية المهترئة، والعمران العشوائي الذي اجتاح البلد بعد الحرب، بالإضافة إلى دين عام متراكم على مدى عقود من الزمن، ما هي إلا فواتير يدفعها الجيل الجديد رغم نظافة كفَه، وبراءته من حرب لم يؤخذ رأيه فيها. لإعتذار الجميل دلالات لم يتنبَه له الرأي العام، فهذا الإعتذار يعني أن ثقافة الوعي التي كانت غائبة تماماً عن أسلافنا، هي الحاضرة الأولى في ضمير هذا الجيل. أيضا"، يشير إعتذار الجميل إلى عزم الكتائب طي صفحة الحرب إلى غير رجعة، وفتح صفحة جديدة بيضاء ستكتب سطورها بقلم السلام. خطوة الجميل لا يجب أن تقتصر على حزب الكتائب فحسب، لأن اعتذار أمراء الحرب عن تورطهم في حمام الدم اللبناني سابقا"، سيولد حتماً تنفيساً للاحتقان السياسي والانقسام العامودي والشرخ الكبير بين أنصار 14 و 8 آذار. الاعتذار لن يعيد الأرواح التي زهقت إلى الحياة، ولن يشفي جرح أم فقدت فلذة كبدها، ولا زوجة فقدت شريك حياتها، ولن يعوض حرمان من فقد ذويه، ولكنه بالتأكيد إثبات للجيل الجديد بأن إراقة الدماء خطيئة، وأن لا رابح في الحرب إلا الأعداء، ولا خاسر إلا الوطن وأبنائه.