هل هوت أحلام الديموقراطيين كبرج ثالث في "ground zero" يوم الأحد الماضي، عندما أُخرجت هيلاري كلينتون من الاحتفال بذكرى ١١ ايلول وهي تعاني وعكة صحية، بدت معها كأنها على وشك السقوط إعياءً؟

من المبكر الافتراض ان موتوراً يدعى دونالد ترامب سيتمكن في النهاية من الفوز بالرئاسة الأميركية، حتى لو كانت كل الظروف والفصول الإرهابية التي تمضي في تنفيذ جرائمها في العالم، تصب في خدمة طروحاته التي يحاول الآن ان يعدّل فيها، وحتى لو كانت الظروف الصحية لكلينتون تساعده، على الأقل لأن تاريخ الرؤساء في أميركا عرف الكثيرين من المرضى وكان بينهم مثلاً من أصيب بالالزهايمر. المثير ان نقرأ في الصحف الأميركية ان الحزب الديموقراطي بدأ يفكر في إستبدال كلينتون بنائبها تيم كين أو بنائب الرئيس الحالي جو بايدن، مع ان بايدن كان مصاباً بسرطان الجلد، فإن حصل مثل هذا فإنه سيصب في مصلحة ترامب اولاً لأنه لا يجوز تغيير الأحصنة قبل أمتار من نهاية الشوط، وثانياً لأن هناك تأييداً متصاعداً لترامب في الوسط العسكري الأميركي.

مرثية خاصة إلى أم ملكة

هكذا دائماً تمضي الملكة في صمت ويغرق القفير في الأنين والوجع، وليس في وسع هذا السد المنفجر من الدموع، ان يجعل الأبناء يسلّمون بأن الأم صارت على الضفة السماوية، شمساً تهدي أو صلاة تصون او حضناً يمد ذراعيه من فوق الى العائلة.
تمضي الملكة في صمت ويغرق القفير في العويل، من أقاصي سياتل الباردة الى روابي المكنونية الوادعة مروراً بسان فرنسيسكو حيث صغار يتذوقون المرارة ويغرقون في الذهول، حتى وان لم يدركوا بعد معنى ان تكون قبضة المحبة ارتخت، وان قبلة الجدة غابت وان الحضن الدافئ الذي طالما جمع العائلة مثل عصافير تهجع الى حنانها من أطياف هذه الدنيا، صار من الذكرى وبعض الذكريات جمر حارق ونصل قاطع. سيمضي وقت طويل قبل ان تنزل رأفة التسليم، وسيفيض البيت الجامع بالدمع واللوعة قبل ان يدرك هذا الجيش من الأحفاد المذهولين، ان الثريا التي كانت تضيء في الأرض صارت تضيء من عليائها في السماء، وسيعرفون جميعاً، كل أبناء العائلة الوارفة سيعرفون، ان من استجلبت لهم دائماً في كل أصقاع هذه الدنيا القديسين حراساً، استحضرتها السماء قديسة تحرسهم من آخر حبة تراب في المكنونية الجنوبية الوادعة، الى اقاصي سياتل مروراً بسان فرنسيسكو الواجفة حزناً، وبأي مكان يجلس فيه بطرس خوند.
هكذا تمضي الملكة ويبقى القفير على صراط ضوئها الذي حرس العائلة الوارفة مثل أرزة او سنديانة او صنوبرة مباركة في غابة بكاسين، وستقتنع ميريام ورودي وسارة ان "تيتا سوسو" صارت نجمة في السماء.