عندما تصنف المؤسسات الدولية " لبنان " بأنه الدولة العربية الأكثر فسادًا بين دول العالم العربي، ولا ترى أو تسمع مسؤولًا ينتفض لهذه الإهانة التي تلحق به وبوطنه، بل على العكس يتلقون الخبر وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن هذه المؤسسات تتحدث عن دولة أخرى غير " لبنان هذا الذي أوقعه حظه السيئ بين أيدي هذه الطبقة السياسية الحاكمة".
 فظاهرة الفساد في لبنان تنتشر على كل المستويات وتتسع رقعتها يومًا بعد يوم، فأينما بحثت في هذه الدولة ومؤسساتها، تكتشف فسادًا، كل شيء على المكشوف، وعلى عينك يا لبناني!
تجدر الإشارة هنا إلى أن مفهوم الفساد لا يعني حصول المسؤول على أموال ليست من حقه من خلال منصبه ومسؤولياته،انما، ينطبق ايضا على جميع المؤسسات الخاصة والعامة، ففي الجامعات والمدارس والمستشفيات والمطاعم والمصانع والمزارع والمحال التجارية والمصارف وغيرها وغيرها، فساد مدعوم من الطبقة الحاكمة ومن معظم أهل السياسة في لبنان، كالوساطات والمحسوبيات لكن الملفت ان الكل مشارك والكل ينكر، وكأن المؤسسات الدولية تحمل ثأرًا على لبنان وتتقصد تشويه سمعة حكامه ومسؤوليه وموظفيه، وهم طاهرون ناصعو البياض، ولكن صمتهم يكشفهم، فهم لا يعترضون ولا يستنكرون ولا يطلبون تصويبًا وتكذيبًا لهذه الإتهامات والتي بنظرهم إتهامات "باطلة" لا صحة لها.
ولأن لبنان لا يحتفل باليوم العالمي للفساد، فما تبقى من الشعب اللبناني ليس بحاجة إلى يوم لتذكيره بمضاعفاته داخل حياته اليومية والمؤشرات التصاعدية له، والفضائح اليومية المتتالية ليست سوى نقطة صغيرة في بحره المنتشر من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.