المقاتلات الروسية من طراز سوخوي 34 والقاذفات من طراز TU-۲۲M۳ التي كانت متجهة نحو سوريا مكثت لساعات أو أيام في قاعدة نوجيه بمحافظة همدان الإيرانية غرب إيران ثم انطلقت منها إلى المناطق الحربية في سوريا لتشن غارات على مواقع المعارضة المسلحة في حلب وإدلب ودير الزور.

تلك المقاتلات الروسية أتت من قاعدة موزدوك الجوية في روسيا لتستقر في قاعدة نوجيه الإيرانية، لتقصير المسافة بينها وبين مناطق الصراع في سوريا. لأن المسافة بين قاعدة موزدوك الروسية والأراضي السورية تُقدّر إلى 2000 كيلو متراً بينما المسافة بين قاعدة نوجيه الإيرانية لا تتجاوز 900 كيلو مترا مروراً من الأراضي العراقية.

وبعد ساعات قليلة من انطلاقة المقاتلات الروسية من إيران إلى سوريا قال رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي بأن البرلمان مستعد لإقرار قانون يسمح بنشر طائرات روسية في إيران.

لماذا لا تتجه المقاتلات الروسية مباشرة إلى قاعدة حميميم في اللاذقية وتمكث في قاعدة نوجيه الإيرانية لإدارة معاركها في سوريا من هناك؟ إن السبب يعود إلى أن قاعدة حميميم لا تتحمّل تلك القاذفات العملاقة، بينما قاعدة نوجيه الإيرانية تُعتبر من أهم القواعد الجوية وبنيتها تتناسب مع القاذفات العملاقة.

ومن الزاوية القانونية، يُحذّر الدستور الإيراني تأسيس أية قاعدة عسكرية أجنبية على الأراضي الإيرانية ولكن بالنسبة لنشر طائرات عسكرية أجنبية أو استخدام الأراضي الإيرانية من أجل الأعتداء على بلد آخر، يحظره الدستور ولكن فيما يتعلق بالموضوع السوري وقصف مواقع المعارضة العسكرية  ليس هناك حظر قانوني أو دستوري، وإنما الكلام في الغاية منه  وتقول مصادر بأن الاتفاق الأمني والعسكري الذي تم توقيعه بين إيران وروسيا أخيراً يسمح بنشر تلك المقاتلات والقاذفات في القواعد الإيرانية.

تم نشر طائرات عسكرية روسية في قاعدة نوجيه الإيرانية بالتزامن مع حلول بوغدانوف ضيفاً على إيران بدعوة من نظيره الإيراني حسين جابري أنصاري معاون وزير خارجية إيران، ويقال إن موضوع سوريا يشكل المحور الرئيسي للمحادثات بين الطرفين.

يبدو أن نشر المقاتلات الروسية في إيران يتيح لروسيا فرصة في المشاركة في معركة الموصل بحال إقرارها المساهمة في عملية تحريرها من يد داعش.