قرأ محللو خطابات أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله المقطع الدخيل على نصّ المناسبة فيما خصّ الرئيس نبيه بري بطريقتين واحدة اعتيادية أكدّ من خلالها السيّد المؤكد بالتزام الحزب برئاسة الرئيس بري للمجلس النيابي الى أبد الآبدين أو الى حتى ينقطع النفس وهي مجاراة اعتاد عليها السيّد في بعض خطاباتها التي يحيّ من خلالها حليفه الرئيس الأستاذ النبيه تثبيتاً لتحالف الأخوة ضدّ الأعداء .


امّا الطريقة الثانية فقد أضافت على الأولى اعتبارات عديدة متصلة بأزمة العلاقة بين طرفيّ الطائفة نتيجة لوقوف الطرف الأول على التل وخاصة في الحرب السورية وعدم تقديم يدّ القتال في احدى الجبهات المفتوحة للطرف الثاني المنهك من كثرة الجبهات والأعداء في حين أن الأول ينتفع من ثمار المقاومة أمّا الثاني فلا يقرب شجرة السلطة .


هاتان الطريقتان فتحتا باب الشك في نوايا التعاطي مع الرئيس بري الذي استطاع بحكمة مواقفه أن ينقذ الطائفة التي يمثلها مما يحفر لها من مقابر بحسب ما يرى مقلدوه في السياسة وهو قد وصل الى النيابة ورئاسة المجلس من خلال تضحيات كبرى ولم تقدم اليه كهبة مجانية ولم يمُن أحد عليه بها اذ لا يوجد في لبنان من يستطيع أن يجحد الرئيس حقه أو أن ينال من تاريخ أمل التي أوصلته الى حيث هو كمرجعية وطنية لا يقف حده أحد على الاطلاق كما أن نبيه بري حاجة للطائفة التي له شرف خدمتها هو حاجة وطنية ملحة وعربية واقليمية ودوليه لطالما أكد عليها الجميع طيلة قيادته لسفينة النجاة الي حاول الكثيرون ومازالوا نسفها من الأساس .


لذا لم يستسغ هؤلاء جملة السيّد بحق الرئيس واعتبروها جملة اعتراضية كونها تحمل تمنن من الحزب على الحركة اذ أن المناسبة غريبة عن هذا الموضوع والمرحلة ليست مرحلة انتخابات نيابية والمطلوب الاتفاق عليها سلفاً مع الحلفاء والخصوم كما أن السنيورة صاحب الرأي الخائب قد اعتذر وانتهى الموضوع واعادة فتحه برأي البعض رسالة بريدية سريعة لمن يهمه الأمر كما مولى السنيورة قالها في السر وفي العلن لا يسلم لبنان ليس فيه الرئيس بري .


يبدو أن هناك من يغمز من جانب صحة الرئيس وما يُشاع عنها بطريقة مدروسة وقد طرح أسماء لملء مكان ليس بشاغر ولن يكون مادامت الأعمار بيدي الله وهناك مؤمنون يدعون كما أمرهم الله للنبيه كيّ يطيل بعمره حتى لا يذهب الجميع باتجاه الحروب الداخلية ويتم القضاء على الدولة التي حمتها حركة أمل ودفعت من أجل بقائها حياة مؤسسها ودماء غزيرة روت أرض الوطن من بقاعه الى جنوبه ومازالت كما كانت الى جانب الرئيس نبيه بري في أصعب مراحل لبنان لانقاذ ما تبقى من لبنان العيش المشترك .


حمية المقلدين للرئيس بري بعد خطاب أمين عام حزب الله مقبولة لجهة ايمانهم به وبدوره وبتجربته وبرمزيته ولكنها لم تفقه بعد الرسالة ولم تحملها على الأحسن .