يوم السبت الماضي فاجأ موقع قناة بي بي الإيرانيين بخطفه خبر إعدام العالم النووي الإيراني شهرام أميري المحتجز طوال سبعة أعوام لدى السلطات الأمنية بعد عودته من أمريكا. وتابعت موقع بي بي سي، صحيفة شرق الإيرانية بنشره تقريرا لمجلس تأبين عُقد للمعدوم في مسقط رأسه مدينة كرمنشاه عربي إيران. ولم يدم تريث الرأي العام كثيرا حيث أكّد الناطق الرسمي بإسم القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجئي، يوم الأحد على أن شهرام تم إعدامه عقوبة على العمالة لصالح العدو. كان شهرام أميري عالماً نوويًا في مجال النظائر المشعة بجامعة مالك الأشتر التابعة لوزارة الدفاع، وأعلنت السلطات الرسمية الإيرانية وعلى رأسهم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد عن تغييبه خلال أداء العمرة عام 2009 في المملكة السعودية من قبل المخابرات الأميركية، وادعى المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية آنذاك رامين مهمان برست بأن عملية خطف العالم النووي الإيراني شهرام أميري تمت بتنسيق بين المخابرات السعودية والمخابرات الأميركية. وبعد مضي عام على غياب شهرام أميري نشرت قناة بي بي سي تقريرًا عن تعاونه مع الإستخبارات الأميركية سي آي ايه. وبينما كانت السلطات الإيرانية تستمر في اتهام الولايات المتحدة بخطف عالمها النووي، أكّدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تموز 2010 على أن شهرام أميري قدم إلى الولايات المتحدة بملأ إرادته وبإمكانه أن يعود إلى وطنه. في نفس الوقت نشرت التلفزيون الرسمي الإيراني مقطعا فيديو لشهرام أميري كان يدعي فيه الأخير بأنه خُطف من قبل الاستخبارات الأميركية،ولكنه تمكن من الهروب من أيديهم واللجوء إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن وسيعود إلى إيران، وفي 13 تموز 2010 وعندما كان أميري في طريقه للعودة إلى الوطن، أطلق مسؤول في المخابرات الأميركية رصاص الرحمة عليه بالقول بأن شهرام أميري أعطى معلومات ثمينة للغاية إلى الاستخبارات الأميركية. ولكن الإعلام الإيراني الرسمي إعتبر أن شهرام أميري هو البطل النووي الذي هرب من أسر الإستخبارات الأميركية ورتبت السلطلت الإيرانية وعلى رأسهم معاون وزير الخارجية الإيراني حسن قشقائي استقبالاً رسمياً له لدى وصوله إلى مطار طهران الدولي. وبالرغم من تسميته بطلًا وطنياً تمكن من الهروب من أيدي العدوّ، إلا أنه لم يجد طريقاً للعودة إلى بيته حيث تمّ احتجازه لدى السلطات الأمنية والقضائية طيلة سبعة أعوام حتى حُكم عليه بالسجن لمدة 10 أعوام ثم النفي إلى مدينة خاش في محافظة سيستان بلوشستان لمدة 5 أعوام، في العام 2010 وبعد مضي 7 أعوام من السجن نُفّذ حكم الإعدام في حقه يوم السبت الماضي، بتهمة التجسس، ويقال بأن أميري قرر العودة إلى إيران بعد أن فرضت السلطات الأمنية الإيرانية ضغوطاً على أسرته لدفعه للعودة. ويقال أيضًا بأن هذا البطل النووي الذي أعدم أخيراً زوّد الأميركيين بمعلومات سرية للغاية من بينها معلومات تفيد برفع إيران مستوى تخصيبها لليورانيوم إلى 20 في المائة مما جعلت إيران تعلن عن ذلك بعد ما كانت الموضوع سرياً، حيث سرّبت الإستخبارات الأميركية خبرًا لواشنطن بوست يفيد بأن أميري تلقى 5 ملايين دولارا من الاسخبارات الاميركية وفق فيليب جرالدي موظف سابق في الإستخبارات الأميركية. وقال جنرال روسي في وقت سابق بعد عودة أميري إلى إيران، بأنه لا يتوقع مصيرًا حسنًا له، وفعلًا لم يلق هذا العالم النووي مصيراً حسناً بعد عودته إلى الوطن.