ليست التسميات والعناوين السياسية دائما تتطابق مع واقع الحال، ولا تكون بالإجمال انعكاس حقيقي يوصّف مضامين ومتعلقات منسجمة مع المسمى، بل ويساعدنا الواقع في الكثير من الأحيان أن نكتشف وجود مسافة شاسعة قد تصل إلى حد التناقض بين التسمية أو الصفة من جهة وبين الموصوف من جهة أخرى، وغالبا ما تنطلق التسميات والعناوين بالخصوص في عالمنا العربي للتعمية وإحراف النظر عن وقائع مخجلة يحاول أربابها التلطي والتستر خلف عناوين براقة ومصطلحات تفتح شهية المتلقي بدون أي ترجمة حقيقية في الخارج. 
فبالغالب الأعم تنتقي التسميات من خلفية الخداع والمخادعة، ويتقن فنّها واستعمالها مخادعون مرة، أو منحرفون عن سياقات معينة مرات، والأمثلة على ذلك تكاد لا تحصى من حولنا، فإسرائيل المعتدية دوما وجيشها الوحشي إنما يسمى زورا " جيش الدفاع الاسرائيلي "، وأميركا التي لا ترى غضاضة في دعم الأنظمة الديكتاتورية هي نفسها " داعمة الديمقراطية في العالم " ، أما على مستوى الساحة اللبنانية فحدث ولا حرج، فالحالة التناقضية المذكورة يمكن إسقاطها على معظم الأحزاب والحركات السياسية في لبنان، فحزب طلال إرسلان مثلا هو نفسه " الحزب الديمقراطي اللبناني " ، والتيار العوني هو نفسه " الوطني الحر " وحركة نبيه بري هي نفسها " حركة المحرومين - أامل " ووليد بيك هو تقدمي إشتراكي وهكذا وصولا إلى حزب السيد حسن نصرالله هو نفسه حزب الله، وآل الحريري هم المستقبل ... 
واحدة من هذه المخادعات والتسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان هي إطلاق تسمية " المقاومة " على مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون إلى جانب نظام بشار الأسد في سوريا، بدون أي مراعاة بأن مصطلح " المقاومة" إنما يطلق حصرا على من يقاتلون ويشهرون السلاح في وجه من احتل الوطن وبهدف تحرير الأرض من رجسه، واستعارة التسمية في غير مقصودها إنما يندرج أيضا تحت خانة الخداع ليس إلا، لأن " المقاومة " ليست إسم علم يُحمل كبطاقة إلى كل مكان وزمان إنما هي صفة لها مقدماتها وحدودها وضوابطها التي لا يمكن الخروج عليها مع الإبقاء على العنوان. 
فإذا كان من المسلّم حتما هو عدم صحة إطلاق تسمية " المقاومة " على مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون في سوريا للأسباب البديهية والمعروفة والموضوعية فهم لا يقاتلون محتلا ولا يقاتلون على أرضهم ولا يهدفون إلى تحرير بلدهم ( بغض النظر عن أحقية هذه المشاركة أو لا والحديث هنا فقط على تطابق التسمية حتى لو كان الهدف هو حماية لبنان كما يدعون ) 
ماذا إذن عن أحقية وصحة الحملة الإعلامية التي شهدتها مؤخرا صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بشكل واسع والكثير من وسائل الإعلام المناهضة لنظام بشار الأسد والمؤيدة والمناصرة لمن يقاتل هذا النظام عبر اختصار العديد من المسميات التي تطلق عليهم من هنا وهناك واختصارها أيضا باسم " المقاومة السورية "؟ 
والدعوة هذه والتي تلقى تجاوبا كبيرا وتختصر عبر توحيد وصف كل ما يطلق على المسلحين - التنظيمات الثورية - القوات المسلحة - كتائب المعارضة - المعارضة المسلحة - والكثير من الإطلاقات واختصارها جميعها تحت عنوان " المقاومة السورية " 
ويحضر أيضا السؤال نفسه : هل يصح إطلاق صفة " المقاومة السورية " على المقاتلين السورين الذين يقاتلون نظام بشار ؟؟ 
فإذا أخذنا بعين الإعتبار أن هذا النظام الدكتاتوري قد تحول بفعل الأحداث الى مجرد واجهة لقوى خارجية (روسيا ايران) مما يعني بالحقيقة أنه يشبه إلى حد كبير ما كان يسمى "بجيش لحد" في جنوب لبنان إبان الإحتلال الإسرائيلي، وإذا كان المقاتلون الثوار إنما شهروا سلاحهم في وجهه لتحرير أرضهم وبلدهم من المحتلين المختبئين خلفه، وبغض النظر عن مشاريعهم السياسية والفكرية وإن كنت تتوافق معهم أم لا، يبقى أن ما يقومون به هو بالتحديد والدقة الإصطلاحية لا يمكن توصيفه إلا " المقاومة السورية " .