لم ينسى سماحة الأمين العام لحزب الله في خضم خطابه بالأمس، وهو يسبح بين أمواج كلماته العاتية وهي تضرب شواطئ السعودية عدوة إيران الأولى، ومن بين مد وجزر خطابه حيث عادل الجبير وزير خارجة المملكة يتخبط بما يشبه تسونامي العبارات حين قذفت به وبجسده النحيل الذي كان قد نجا من محاولة إغتيال في الزمن الغابر ورمي إلى جزيرة بعيدة نائية فبات هذا الوزير " المعتوه  المجنون " يسكن عليها وحيدًا فريدًا لا حول له ولا تأثير في  منطقة الشرق الأوسط ومحورها الممانع. 
لم ينسى سماحته في خضم هذا البحر الذي تعلوه موج من فوقه موج من فوقه سحاب وظلمات، الأوضاع الداخلية في لبنان وشجون ومصائب ما يمر به بلدنا ( ما عدا موضوع الرئاسة طبعًا ) ، وبالأخص ما يعانيه المواطن اللبناني من أزمات ومشاكل، وأهمها قبل الليطاني وبحيرة القرعون والفساد والمياه والكهرباء وما تعرض له الأخوة في موريتانيا، قبل كل هذا وذاك لم ينسى سماحته أهلنا في القسم اللبناني من قرية الغجر على الحدود مع العدو الإسرائيلي الغاصب. 
وأجمل ما في هذه الإلتفاتة المباركة لسماحته وهاجس ما يقوم به العدو من وضع اليد على القسم اللبناني من القرية المحتلة، هو التوجه بالنداء إلى الحكومة ( ايه الحكومة ما غيرها )، من أجل العمل بواجباتها " الوطنية " للوقوف في وجه المخطط الإسرائيلي الغاشم فطالب السيد نصرالله الحكومة " أن تبادر وأن تتخذ موقفا مما يجري في بلدة الغجر، حيث يعمل الاسرائيلي لتثبيت ملكيته على الجزء اللبناني منها ولا أحد يتحرك " !!
ونحن بدورنا هنا نناشد الحكومة اللبنانية الإسراع قدر المستطاع وبذل كل الجهود من اجل إستنقاذ هذا الجزء العزيز على قلوبنا من بين براثن العدو الغاشم ونؤكد بدورنا على ضرورة اغاثة أهلنا في الغجر مما يعانون تحت الإحتلال من مصائب لا يحتملها لبناني طبيعي ولا يمكن أن يتكيف معها او أن يستسيغها كونه لبناني أصيل، ولا يسعنا إلا أن نسلط الضوء على بعض هذه المصائب التي يفرضها العدو اللئيم ويجبر أهلنا عليها مما يشكل خطرًا حقيقي ومسخ للهوية اللبنانية والطبائع اللبنانية لأهلنا في الغجر المحتل. 
- هل تعلم حكومتنا ان في الغجر كهرباء 24/24 ؟؟ مما يعني أن أهل الغجر لا يعرفون الكثير من المصطلحات اللبنانية الأصيلة ( الإشتراك ، كهربة الدولة ، تك الهاوس ، إطفي القازان ، علق الأسنسير .... ) 
- هل تعلم حكومتنا الموقرة أن أهلنا في الغجر لا يشترون المياه بالسيترنات ؟؟؟ ( وبالتالي هم يجهلون قيمة الخزان تحت البناية وعلى السطح، لا يفقهون معنى موتير المي ومحرومون من صوته الصباحي، ولا علم لهم بطريقة سحب نبريش المي على السطح). 
- هل تعلم حكومتنا أن المواد الغذائية التي تصل إلى أهلنا هناك من داخل كيان العدو الصهيوني الغاشم ، لا تحمل أي من البكتيريا والجراثيم وأن أهلنا يجهلون كل ما يتعلق بعلم الأمن الغذائي وما هو مطابق للمواصفات وغير المطابق ؟؟ 
- هل تعلم حكومتنا بان الإنترنت والإتصالات في الغجر الحزينة لا يشوبها شائبة، مما يعني أن أهلنا في الغجر محرومون من كل الحركات البهلوانية التي يمارسها المواطن اللبناني الأصيل من اجل التقاط اشارة البث مما قد يعرضهم لأمراض صحية خطيرة لحرمانهم من أهم رياضة لبنانية ؟؟   
- هل تعلم حكومتنا بأن نهر الليطاني لا يمر من قرية الغجر ؟؟؟ 
- هل تعلم حكومتنا أنه ( وهنا المصيبة الكبرى ) لا نفايات في شوارع الغجر، وأن في القسم اللبناني منها الشوارع نظيفة ومخططة ومرتبة بحيث لا يعرف أهلنا المساكين كل الحوارات اللبنانية والعلاقات الإجتماعية التي تنتجها عجقة السير عندنا، مما يؤشر إلى ضعف في العلاقات الإجتماعية وذوبان للعادات اللبنانية الأصيلة. 
هذا غيض من فيض مما يعانيه أهلنا المساكين في الغجر، مما يعني أن على حكومتنا وكل المعنيين في لبنان من أحزاب وقوى وطنية ومسؤولين أن يهبوا هبة رجل واحد من أجل العمل يدا بيد وأن ينسوا كل الخلافات بينهم والتوجه سريعا الى إنقاذ أهل الغجر مما هم فيه من ويلات قبل فوات الآوان، وهنا ايضًا أوجه النداء للمجتمع المدني وجمعياته وأفراده لأنه معني هو الأخر بالمساهمة في إجاد الحلول، وأن تقصير الحكومة من أداء واجباتها لا يعفيه من واجباته هو الأخر .