تعالوا لنتخيل معاً وصول هيفا الى قصر الرئاسة وقد أصبحت رئيساً للبلاد بعد أن كانت شاغلة لبال العباد وكيف سيكون القصر قفير نحل للدبابير وخلية لا تهدأ فمواعيد الزيارات الرسمية لرؤساء الدول الغربية ستكون على مدار السنة وسيتوسط وزراء خارجية الدول لدى الوزير اللبناني  المختص كي تعطي هيفا موعداً للرئيس الأميركي والفرنسي والبريطاني كما أن ميركل لن تعدم وسيلة كيّ تحظى بموعد مع فخامة الرئيسة وكذلك حال الدول الاقليمية والعربية وسيجتهد الملوك والأمراء والرؤساء على أن يكون لبنان المستضيف الدائم للمؤتمرات والقمم العربية والاسلامية والافريقية كما أن منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وباقي التشكيلات الدولية وحتى الناتو ستدعم وبقوّة نقل الاجتماعات العادية والدورية والاستثنائية الى بيروت لينعموا برؤية الجمال " الهيفوي " .
من الطبيعي أن يتقاتل المسؤولون في لبنان من أجل آخذ موعد معها كما أن الرئاسات الأخرى ستلغي كل مواعيدها وتبقى على موعد مفتوح مع هيفا . كما أن الشعب اللبناني والعربي سيبقى مشدوداً الى جدول أعمال هيفا ودون النظر في جداول أعمال آخرين .
هذا الأمر سيضع لبنان الصغير في مقدمة دول العالم وستزدهر السياحة وستتوفر كل القروض اللازمة لقيام لبنان الجديد ولن يضع البنك الدولي والجهات الدولية الأخرى المانحة أيّ شروط تُذكر على لبنان بل أن لبنان سيتدلل على القارضين له وسيكون له الخيرة من أمره في ما يراه مناسباً له وهذا ما يستدعي عدم الرهان على المجهول النفطي - وعلى الوعد يا كمون – وستنتعش الحياة الاقتصادية في البلاد وستلغي جميع الدول الديون المترتبة على اللبنانيين وبذلك يبدأ لبنان بنهار جديد .
ربما آخذنا الخيال الى نعيم هيفا ورغد العيش في ظلّ رئاستها لنبني على المستحيل شبكة خلاصنا ما دُمنا قد يئسنا من سياسينا اللذين اكتالوا على الناس ووضعوهم في ميزان للبيع بالجملة وما دام الفقير لا يملك سوى وسيلة الحلم .
لو كانت هيفا هي فخامة الرئيس لكانت قمة نواكشوط قد عقدت في بيروت واستفاد اللبنانيون من بذخ القمم العربية المحرك لكسل النشاط السياحي و لقرر المجتمعون إبقاء جلساتهم مفتوحة ريثما تنجلي هذه الغُمة عن هذه الأمّة .