هكذا يصرخون الموالون للتيّار الصدري ممن يرون في مقتدى الصدر السيّد الولي القادر على إخراج العراق مما وضعه فيه حزب الدعوة ومصّ مجاهدوه دماء العراقيين و أكلوا خيرات البلاد بحيث أن كل من تولى رئاسة الحكومة من جماعة الدعوة شبع هو وحاشيته حتى ظهور المهدي (عج) بتملكهم للمال العام  والكل يعلم ما حوشه المالكي من شجرة العراق يكفي لسدّ جوع فقراء آسيا و أفريقيا .


اعترض مقتدى الصدر على سياسات المالكي الفاسدة ونشأت بين السيدين حرب استدعت ايران كيّ توقفها بين الحزبين الشيعيين في الدولة والمعارضة وبقي السيّد الصدر على خلاف مع المالكي حتى موته سياسياً ونهاية خدمته القسرية من رئاسة القصر الحكومي واستمر معارضاً لمجيء أشخاص من حزب الدعوة الى رئاسة الحكومة وعلى مضض وافق على العبادي رئيساً لحكومة أزمة وبعد أن فشل العبادي في تحرير البلاد وفي الحدّ من تمادي أخطبوط الفساد الداخلي رفع الصدر سقف اعتراضه على حكومة العبادي ونزل الى الشارع ومخافة من الاصطدام مجدداً بين التيارات الشيعية دخلت ايران لحلّ المشكلة وفضّ الاشتباك الاّ أن مقتدى مصرٌ على التقاط الفرصة الذهبية من تاريخ الوضع الشيعي المتردي والمتخبط بسياسات سيئة وخاصة في مجال الفساد المالي .


لذا يهدد السيّد الصدر بالنزول الى الشارع عند كل مفصل ويحاول أن يستفيد من فشل الممسكين بالسلطة بتوسيع منطقة نفوذه بحيث تستوعب الأكثرية الصامتة من الشيعة لقيادة معارضة توصله الى الحكم وتزيل حزب الدعوة عن رئاسة باتت مستحلة من قبله . تشير أوساط مطلعة على الوضع العراقي بأن التيّار الصدري هو اقوى التيارات الشيعية  والشعبية وهو مؤيد عراقياً بطريقة ستجرف الأحزاب الشيعية التقليدية من الدعوة الى المجلس الأعلى وكتائب حزب الله وقوّات بدر وهو ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على أخصامه من أهل الفساد الشيعي ويبدو أن داعش قد وفر على العراقيين فرص الصدام بينهم الاّ أنه وبمجرد الانتهاء من تنظيم الدولة والخلافة فإن تقاتلاً منتظراً بين مقتدى والدعوة ونتيجته ستُبرز واقعاُ ً شيعياً جديداً وبتوازن وحسابات سياسية صدرية تحديداً .


من يذهب الى العراق يرى كل شيء الاّ الدولة فهي مفقودة وفوضى الأحزاب وسلاح العشائر منتشرة بكثافة وثمّة رهان مفقود على عودة ما لا يمكن عودته لذا يجترح المخلصون للعراق العمل على بقاء داعش في الموصل حتى تبقى الوحدة الشيعية الهشّة ضابطة للوضع الأمني والاّ في نهاية داعش السني بداية لداعش شيعي قد يكون مجنوناً أكثر من جنون الدواعش .