كسب سعود السعنوسي الكاتب الكويتي فرصة التعاطي مع ظواهر سلبية منتشرة بكثافة في البيئة الخليجية وحاول من خلال روايته ساق البامبو أن يفتح نوافذ مشرعة على كثير من الالتباسات المقيمة بسكوت تام في مجتمع غير جدلي ومتسامح مع محنه وأزماته الاجتماعية الوافدة اليه من أسباب وأوامر دينية .
في محاولة الكاتب الشاب الاعتراض على سلوك قدسه السكوت عنه  فك لعقد متحكمة في النشاط الاجتماعي ودفع باتجاه التنشيط لإرادة الاعتراض على الأخطاء الواردة داخل الشبكات الاجتماعية كونها الفضاء الوحيد والمتاح للخليجيين في ممارسة أدوارهم داخل المؤسسة الزوجية كحكّام بصلاحيات كاملة لا كقيمومة ذكورية تقاضي القاصران وترعاهما باعتبار أن الحقل العام مقفل أمام مزاولة من هذا النوع .
لا شك بأن اختبار الاضاءة على المشاكل الكويتية ليس بداية تأسيس لمشروع نقدي فقط لمناطق كانت محظورة باعتبار أنها متصلة بالأحوال الشخصية التي نهى الشارع عن تداولها كما ادّعى فقهاء التربية الدينية وانما هي تصحيح لخلل قائم ومشترك بين كل المجتمعات العربية التي تعاني أزمة كشف عن مستورها الأخلاقي .
لقد رسم سعود السعنوسي الخط الفاصل ما بين الهوية والتفاوت الاجتماعي وبين الدين كغطاء شرعي بحيث أن الرحلة المقطوعة ما بين الكويت والفلبين كانت بمثابة البحث عن أشياء مفقودة بين المكانيين الاّ أنهما على صلة وثيقة من خلال الحب الذي جمع بين خادمة فلبينية وشاب كويتي أثار غضب الرب الذي كبح جماح الحب ونزع شرعية جُماع الحبيبين بطعن المولود عيس في خاصرة الولادة الممنوعة .
وصل الجدل في الرواية الكويتية الى صالون الكتاب الشهري الذي يأنسه عدد محدود من المهتمين بحقل المعرفة في منطقة النبطية وقد دار نقاش ضيق في مساحته للكاتب الكويتي وللرواية التي تبيّن كما قالت سلام بدرالدين أنها تشمل جيل نبطاني أقام علاقات زوجية مع افريقيات وتخلى عنهن وعن الاولاد الذين ولدوا من رحم هذه العلاقة وتركوهم تركة للضياع في شوارع القارة الافريقية .
اذاً الرواية لم تكن في موضوعها كويتية أو خليجية بقدر ما هي لبنانية وعربية بمعنى أن الأزمة التي فتح أبوابها السعنوسي هي عامة وليست خاصة رغم محاولة البعض من روّاد صالون الكتاب  المُضي في تسخيف النص والاعتراض عليه كسلعة لا سوق لها وغير رائجة في العالم العربي  الاّ أن ليلى نور الدين حاولت أن تلتمس الأعذار لكاتب مازال على عتبة النضوج ولا يمكن اختزاله بنص واحد رغم ما فيه من مشاهد حقيقية لصيقة بواقع ناشط جداً في انتاج الأزمات الاجتماعية .
كل قرأ الكتاب بطريقته وهذا ما أراده الكاتب وما تتمناه الرواية .