عادت قضية السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي إلى الواجهة بعد قضية مقتل الرقيب أول في فوج الإطفاء وسام بليق على يد أحد مسلحيها المدعو حسين هواري.

وبعد انكشاف تورط سرايا المقاومة بجريمة قتل بليق وكشف هوية القاتل سارع بعض المسؤولين في السرايا إلى تهريب القاتل الى سوريا لتؤكد مسؤوليتها عن الجريمة ولتؤكد حمايتها للقاتل حسين هواري.

وكانت سرايا المقاومة أصدرت بيانا جاء فيه : 

تعبّر السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال عن أسفها العميق للحادث الذي وقع في مدينة بيروت وأدى إلى وفاة المرحوم وسام بليق.

وتؤكد سرايا المقاومة أنه لا علاقة لها، لا من قريب ولا بعيد، بهذا الحادث، وأن ما جرى هو إشكال فردي لا خلفيات حزبية أو طائفية أو سياسية له.

وإذ تتقدم سرايا المقاومة بأحر التعازي لأهل الفقيد المظلوم ومحبيه بخسارتهم الكبيرة، فإنها تدعو إلى وضع القضية بكاملها في يد القضاء، من أجل كشف ملابساتها وإصدار الأحكام العادلة فيها.

ويأتي نفي سرايا المقاومة لحادثة مقتل وسام بليق ليؤكد من زاوية ثانية مسؤوليتها كون القاتل ينتمي لصفوف السرايا، ويكفي الإنتماء لهذه السرايا ليحملها مسؤولية مقتل بليق وبالخصوص بعد محاولات إخفاء القاتل وتهريبه عن طريق العدالة، وبذلك تبقى السرايا مسؤولة ومتهمة ومدانة على كافة المستويات القانونية والأخلاقية والوطنية والإنسانية لمجرد كونها تؤوي قتلة كهواري وسواه من الشبيحة والزعران والمجرمين والمتعاطين للمخدرات والمختلين نفسياً وأخلاقياً وتضع بين أيديهم السلاح وتمنحهم الحق تحت غطاء «المقاومة» المزعومة في ارتكاب كافة ممارسات الإرهاب والترهيب والإجرام والسلب والنهب والقتل بحق المواطنين الآمنين جهاراً نهاراً.

إن الممارسات الميليشياوية لسرايا المقاومة وتحت مسمى المقاومة لم تعد تضيف إلى المقاومة إلا صفة الميليشيات وهذه حقيقة واضحة كوضح النهار الذي ارتكبت فيه جريمة قتل وسام بليق، ولا يمكن لهذه «السرايا» التنصل من هذه المسؤولية ببيانات جوفاء تتلطى خلف «الخلافات الفردية» و«التعازي الحارة» التي تقدمت بها من أهل الفقيد ولن تقدم أو تؤخر في خسارتهم.

من المهم والضروري  حلّ لغز جريمة مقتل بليق وملاحقة قضية فرار قاتله حتى خواتيمها القضائية لينال عقابه القانوني المستحق.. لكن الأهم حلّ «سرايا» الغدر والفتنة لرفع بلايا سلاحها وإجرام مسلحيها عن كاهل الوطن حتى يستطيع اللبنانيون أقلّه العيش بسلام.