قال الجنرال مسعود جزائري معاون رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية يوم الأربعاء إن تبادل  الإيرانيين الذين وقعوا أسرى بيد جبهة النصرة تابع للظروف في المستقبل، في إشارة إلى إمكانية هذا التبادل من منظور إيران الرسمي، وأضاف جزائري بأن الجيش السوري لديه أسرى من المعارضة العسكرية مما يتيح بتحقق تبادل الأسرى.  

 المعارك التي وقعت بين قوات جبهة النصرة والقوات المتحالفة مع النظام السوري في خان طومان في 6 من الشهر الجاري أدت إلى سقوط عدد من المقاتلين الإيرانيين بين قتيل و جريح أسرتهم جبهة النصرة ونشرت صوراً وأفلاماً تُظهرهم أسرى بيد النصرة. 

  معركة خان طومان أثارت صدمة عند الرأي العام الإيراني، حيث قام فيلق كربلاء لمحافظة مازندران بسحب جميع قواته المتبقين في منطقة خان طومان وإيعادهم إلى الوطن.  

وبينما توعدت إيران على لسان الجنرال جزائري جبهة النصرة بردّ قاس يقضي على الإرهابيبن التكفيريين في سوريا ولكنها تُعطي الأولوية لتحرير أسراها قبل القضاء على الإرهابيين.

  ويبدو أن إيران ترغب في صفقة تبادل أسرى مع جبهة النصرة، وبالرغم من أن الطريق دون الوصول إلى تلك الصفقة صعب وشائك ولكن وجود أسرى من جبهة النصرة في يد الجيش السوري سوف يسهّل الصفقة.  

وبحال تحقق التبادل، لن يكون هذا أول مرة يتم فيها تبادل الأسرى بين إيران والمعارضة العسكرية، فإن هناك سابقة لهكذا تبادل في العام 2011 بعد وقوع 48 من قوات الحرس الثوري أسرى بيد المعارضين قرب مطار دمشق، دخلت إيران في التفاوض معهم حتى تمكنت من الإفراج عنهم مقابل 2000 من معتقلي المعارضة في سجون النظام، أي 40 سجين تقريباً مقابل كل أسير إيراني.

  كما هناك صفقة أخرى وفق ما تدعيه قناة سكاي نيوز حصلت بين إيران والقاعدة، في العام الفائت بعد خطف أحمد نيكبخت الدبلوماسي الإيراني في اليمن، من قبل القاعدة، تم فيها الإفراج عنه مقابل إطلاق سراح 5 من سجناء القاعدة في إيران، والسماح لهم بالخروج من إيران.  

ونفت إيران هذا الادعاء، دون أن تُعطي تفاصيل عن تحرير دبلوماسيها في اليمن من أيدي الخاطفين.

إن ايران تعتبر جبهة النصرة من الجماعات الإرهابية المسلحة وترفض مشاركتها في مسار المفاوضات السورية ولكن ضرورة السعي لتحرير الأسرى الايرانيين تتطلب الدخول في حوار مع تلك الجماعة الارهابية وعقد صفقة معها لان الطريق العسكري لتحرير الاسرى مغلق.