سؤال يفتح شهية العدو على المزيد من القتل لقادة المقاومة والحزب في سوريا كما أنّه يثير حفيظة الكثيرين من الحريصين على ممن ينتظرون شهادتهم حيث يجب وكل يترقب مجرى الحرب لمعرفة ما ستؤول اليه من نتائج تعكس صيغة سوريا الجديدة في منطقة الشرق الأوسط .

طالما أن الصيد الثمين سهل في سوريا فمن المتوقع أن تصيب رصاصة طائشة أو صاروخ موجه أو غير موجه قائداً بارزاً قدّ لا يكون بمستوى تاريخ من قضوا نحب الله بفعل ايمانهم ونتيجة لمكائد ودسائس تفوح رائحتها بكثرة ووفرة في أرض الشام .

اذاً ما العمل لحماية من لا يمكن حمايتهم في أمكنة مفتوحة أمنياً وميدانياً على اصابة أهداف كبرى في جسم الحزب ؟

الجواب سياسي أكثر مما هو فني لأن هناك استحالة في حفظ أرواح قائدة طالما أنها غير مختبئة وتعمل بشكل مباشر في قلب المعركة ولن تستطيع كل التدابير الممكنة وغير الممكنة من ايجاد دروع واقية الى الأبد لشخصيات استثنائية لذا ثمّة اجتراح لحلول سياسية تسهم في حفظ رصيد بشري لا يمكن صرفه هناك فقط لأن هناك جبهة مازالت تحتاج الى كل مقاوم ويجب الاعتناء بها لأنها أمّ المعارك القادمة .

وحدها السياسة تحمي وتنقذ أرواح ثمينة جداً قيادية وغير قيادية من جيل مؤتمنون على حفظ شحناته العاطفية وقدراته وانفعالاته في أمكنة أخرى تماماً كما يتم حماية أهل السياسة فلا نجد نائباً أو وزيراً أو مسؤولاً صغيراً يدبّ عن حرم المقاومة الاّ بإنشائيات مبتذلة لا يرقى فيها اللسان أو الحبر لمستوى الدماء المبذولة رغم أن باب الجهاد مفتوح للكبار اكثر مما هو مفتوح وحِلٌّ للصغار فشهداء بدر وأحد كانوا من الشيبة ومن الصحابة الكبار وكان يقف في مقدمتهم النبيّ الأكرم وكذلك أحوال شيوخ كربلاء .

لن نطرح انسحاب حزب الله من سوريا لأن ذلك أمراً مستحيلاً ولا طاقة لأحد عليه باستثناء وليّ الأمر كما أنه لم يعد أمراً ممكناً بعد أن تعطرت أرض الشام بعطر لم تشمه من قبل وأصبح الحديث عن خروج حزب الله من معاركه الأخيرة مجرد حديث لا يشبه شيئًا آخر أكثر دلالة على الواقع الفعلي لذا ثمّة خيار متاح وقد عبر عنه أمين عام حزب الله في أكثر مواقفه وخطاباته كما أن القيادات الايرانية كررت نفس المواقف باعتبار أن الحلّ لن يكون الاّ سياسياً وأن التسوية الفعلية هي المخرج الوحيد لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد في سوريا وهذا يتطلب تحويل الأقوال الى أفعال وبذل جهود مضاعفة للمساهمة في حلّ الأزمة السورية وعدم الاتكال على التاجرين الأميركي والروسي والاستفاقة من كابوس البعث والعمل على واقع جديد لا مكان فيه لأحلام أحد بما فيهم الأسد لأن الحرب قد حصدت التجربة الماضية للبعث السوري ولم يعد بالإمكان حفظ دور ما لرموز بعثية تماماً كم هو حال بعث العراق فلماذا نقبل به هناك ونرفضه هنا ؟

سؤال سوري بامتياز واذا تمّ الجواب عليه بتجاوب فعلي تصبح الحرب في خبر كان ويتم التوصل الى حل مقبول يعطي الجميع فرص السلام ويؤسس لصيغة سياسية تستقطب مصالح الجميع وتطفئ النار في كل مكان طائفي ومذهبي وغير ذلك سنبقى نشيع بعضنا البعض الى حيث تضيق بنا الأرض بما رحُبت والسماء بما وسعت وإنا لله وإنا اليه راجعون ..