ولد السيّد مصطفى بدرالدين مجاهداً ملتزماً بالأمّة والجماعة نافح وكافح من أجل الدين والمستضعفين طيلة عمره لم يهدأ ولم يتعب بقيّ على خطّ النار يلاعبها فتخافه وتحذره لأنه من طين لا تقوى عليه ألسنتها ومهما امتدت وعلت لم يأت كما أتى الكثيرون من زمن غير زمن وليس وافداً كما وفد آخرون فهو المؤسس لمشروع بدا صعباً وغريباً وتبيّن أن نصره سهلاً وأتباعه يتضاعفون مع القوّة والسلطة ويمكن أن يتخذ أوساع جديدة طالما أنه يعكس في مرآته مصالح مجتمع آمن بإيلاف صيف ويستجيب لهم طالما أنهم يستجيبوا له .

وفّر جهاد السيّد بدر الدين انجازات بعضها معروف وبعضها طيّ التاريخ الذي كتبه في لحظة انكسار ووهن وضعف جاء من المستحيل ليصنع منه سبباً كافياً لإدراك الهوية المهملة والمتروكة بفعل الزمن الاجتماعي والسياسي لطائفة استراحت من عناء السلطة فقعدت على أبواب الفقر أو لإحداث التحول المطلوب في جسم اسلام يعاني من أمراض التاريخ .

  بدايات بدر الدين

ربما يكون جهاده التأسيسي مهمّة إنقاذ لواقع فلح فيها ودفع المجتمع بقوّة نحو المزيد من الحضور في ساحة الاحتلال التي شغلها وفي عناوين متعددة للعدو وهكذا بنى رمزيته خارج النصّ السياسي وداخل الخط الجهادي فعرف أين يكمن الخوف من الله الذي استهدى صراطه مُذ كان يافعاً يحلم بالشهادة التي وصلته من حيث يحتسب .  

الهوية الملتبسة:

كان ذو الفقار هدفاً صعباً وهوية ملتبسة على أعدائه لذا لم تنل منه أجهزة المخابرات الأميركية وأعوانها وعيونها وتمكن منها ولم تتمكن منه فربح معركته معها وخسرت مهمّة الفوز بقتله طيلة رحلة أمنية شاقة بذلها الأميركيون وحلفاؤهم ووفروّا لها امكانيّات كبرى . من الذي حوّل الهدف الصعب لأكثر من عشرين سنة الى هدف سهل في سوريا ؟ سؤال يشيع الشهيد السيّد بدر الدين الى "رضوانه " ويفتح بابيّ برزخهما على أسئلة أخرى غير لجوجة لمعرفة إجابات سهلة ولكنها تمعن النظر في حرب مجنونة ومكتظة بالأسباب الكافية لحصد نتائج لم تكن لتكون لولا ها .