بعد مضي ستة أشهر على الموت الجماعي لآلاف من الحجاج إثر تدافع منى 465 منهم من الإيرانيين يكتنف الغموض موضوع مشاركة الحجاج الإيرانيين في مراسم الحج المقبل في العام الجاري الذي يبدا أعماله بعد ستة أشهر.

  أما العمرة فقد تم تعليقه من قبل الإيرانيين بعد حادث التدافع في منى، ولم يذهب أي معتمر إيراني بعد ذاك الحادث، علماً بأن مشاكل الحج والعمرة بين إيران والسعودية لن تقتصر على حادث منى، بل سبقه اعتداء الشرطة السعودية لشابين يافعين إيرانيين في مطار جدة، قبل حادث منى بشهور، واعتقلت السلطات السعودية شرطيين متهمين بالاعتداء واعدة بإنزال أشد العقوبات في حقهما ولكن بعد مضي ما يقرب على 10 شهور لم يحدث شيئ في هذا المجال، ما أصارت غضب السلطات الإيرانية والرأي العام الإيراني.  

وفي المقابل هناك في إيران متهمون بالاعتداء على مبنى السفارة السعودية في طهران ومبنى قنصليتها في مشهد أعلنت السلطات الإيرانية عن إلقاء القبض عليهم وإدخالهم في السجن في انتظار المحاكمة.

ويبدو أن التقدم في أي ملف رهن للتقدم في الملف الآخر عند الآخر، وهذا يستلزم منه الدور وربما سوف يرضى الطرفان بالتعادل السلبي سعياً لحل الموضوع.

  أما فيما يخص موضوع الحج، تتوقع إيران من المملكة إيضاح أسباب الحادث في منى ودفع التعويضات لأسر الضحايا وإعطاء التطمينات اللازمة بعدم تكرار الحادث وتأمين الأمن للحجاج الإيرانيين.

  اتهم باقر حسيني عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية المملكة السعودية بالتنصل عن المسؤولية تجاه ما حدث في الحج، مضيفاً بأننا لو نستنتج بأن هناك احتمال كبير للإضرار بالحجاج الإيرانيين وتعرض أرواحهم للخطر سوف نجمد إرسال الزوار إلى الحج.  

بعد ما استغلت السعودية حادث الهجوم على مبنى سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لشن حرب ديبلوماسية ضد إيران عبر إدانتها في مجلس التعاون لدول الخليج وجامعة الدول العربية وقمة التعاون الإسلامي، وحتى إلزام الاتحاد الأسيوي لكرة القدم بعقد المباريات بين الأفرقاء الإيرانية والسعودية في أرض محايد مبرراً هذا الطلب بعدم توفير الأمن للسعوديين في إيران، يبدو أن الدور وصل إلى إيران لاستغلال حادث اغتصاب اليافعين وحادث مكة وحادث منى من أجل توجيه ضربة معنوية على السعوديين.

  وللمناسبة يوم الثلاثاء الماضي أُجرى المباراة بين فريق ذوب آهن الإيراني وبين النصر السعودي، اكتسح ذوب آهن آصفهان الإيراني ضيفه النصر السعودي بثلاثة أهداف دون رد في المباراة التي شهدها ملعب السلطان قابوس الرياضي في عُمان ضمن منافسات المجموعة الثانية من دوري أبطال آسيا.

  لم تربح الاتحاد الوطني لكرة القدم السعودي بإدخاله السياسة في الرياضة وجرّ المعارك الرياضية إلى أرض محايد. فهل تربح السعودية في معاركها الديبلوماسية ضد إيران، في ظل تأكيد الرئيس أوباما للطرفين بضرورة تقاسم نفوذهما في المنطقة؟ أم إن السعودية تريد الانتصار في المعارك العسكرية التي وقعت فيها إن في اليمن أو في سوريا عبر القوة الديبلوماسية؟!