أفتتح مقالتي هذه بإعتراف صارخ وواضح لا لبس فيه  بأني لن أكون موضوعيا أبدا  لو تحدّثت عن حسنات دولة الرئيس نبيه برّي.

   فأنا منحاز تماما لشخصه كسياسي محنّك وبارع وممتنّا لدوره طيلة الأعوام التي قضاها في خدمة الشأن العام  وآثاره  التي لا يمكن لي شخصيّا على الأقل غضّ الطّرف عنها ...

  وكذلك عندما أتحدّث عن أخطاء الرّجل في بعض المحطات والمفاصل التي مر بها البلد حيث من المؤكد أنني سأجد له المبرّرات اللازمة للمقام وخصوصا أننا مررنا بمراحل خطيرة جدا كادت تودي ببلدنا وأهله ، والسياسي في مثل تلك الاوضاع يتصرف بحسب مايراه مناسبا ومن خلال احساسه بالمسؤوليه لكن من منظار رؤيته الخاصة قد يُخطئ أو يصيب لكن في طريق محاولة الاصلاح وسعيا في ايجاد حلول تُخرج البلد من مأزقه ...

  والعدو قبل الصديق يعترف لهذا الرجل ويشهد بالكفاءة والأهليه باعتباره منظومة الرّدع المتكامله كما أسميه في وجه الرياح العاتيه ..

  ولا يخفى على أحد حجم المازق التي مر بها لبناننا الحبيب وحجم المؤامرات التي كادت ان تقوض دعائم السلم الاهلي وتؤدي الى اقتتال داخلي وحروب متنقّلة لا تنتهي لولا وجود حكماء كدولة الرئيس بري
  لكن عندما نستمع الى جمهور دولته البريء الى حدّ المحبّة بالمجّان والعاطفه لرمز يحمل شيفرا موسى الصدر وفكره وشعبيته ومكانته 
  مع التّركيز على عدم الإستفادة المعنويّة و لا الماديّة عند جمهور المحبّين الاّ القلّة النّافذة والتي هي محلّ الشّاهد نجد أن هؤلاء النّاس يشهدون على من يعتبرونه صمّام أمان لبنان ووجه المشرق  وحامي الدستور والمؤسسات وصاحب الكلمة الحره التي تمثلهم في بلاد الشرق والغرب  بالتقصير وربما الغير متعمّد
  بحق حركتهم المناضلة في جميع الميادين ويشكونه لأنفسهم ويقدمونه قاضيا ليحكم بمحبة وإخلاص . 

   وهم وأنا منهم نتمنى لو تتاح لنا فرصة الحُكم العادل في ذات البين الذي لا نشكّ بالحصول عليه فيما لو وصلَت الدّعوى مباشرة لدولته ، فكيف لا وهو المحامي الاول عن حقوق هذا الوطن والمواطن
   وهو مَن نال كل الثّقة والتأييد من قاعدة شعبيه كبرى  رغم ما  يُقلقهم ، من إجحاف وتقصير وتهميش بحقّهم ...

  فالرئيس بري الذي طالما رفع شعار القائد التاريخي الكبير المغيّب السيد موسى الصّدر إمام الوطنية والتعايش والنهوض بحقوق العامة
   ومتابعة أحوالهم وذلك برفع الحرمان عن كافة بقاع الوطن واعتبار حقوق المحرومين أولويّة الأولويات بغض النظر  عن الحركات (النفعية) داخل الحركة  التي يقودها ويسمح دون معرفة السّبب بوجود جمع من (المتمسئلين) بلا كفاءة مما لا يتناسب مع العطاء الذي قدّمته هذه الحركة والكمّ الهائل من أصحاب الكفاءة  داخل هذا الجسم الوفيّ للتاريخ التنظيمي الحافل بالجهاد والنضال مما أدى ويؤدي الى تضعضع الجسم وانهاكه بجراثيم وطفيليات متسلّقة وجيوب فساد متنقلة نشأت هنا وهناك .. 

  وتقزيم دوره الجبّار داخل التّنظيم وفي علاقته مع الأحزاب المنافسة على الساحة الشّيعية
   عدا عن فقدان السّيطرة عن معظم المدن والقرى وإهمال الطاقات والكفاءات واقصاء النخب وابعاد المواهب واستبدالها بالمنتفعين والجماعات التي لا تهتمّ لواقع الحركة ومستقبلها على جميع الصّعد الاّ ما رحم ربي فيما لو وُفّقت الحركة بمسؤولين هنا أو هناك يحاولون جمع الشّمل وتصحيح المسار واصلاح ما أفسده الدهر ومحو آثار ماتركه من تعاقبوا على المسؤولية ،
  و لا يتمّ  ذلك الا من خلال  عمليّة اختيار الممثلين في المجالس البلدية والاختيارية ، كما يلحظ  الشّارع الحركي وذلك ليس وهْما ولا ادّعاء فعندهم من الشّواهد ما يكفي من المدن والقرى والبلدات الجنوبية منها والبقاعية والبيروتية ايضا   وهم إذ يأملون ويتمنّون على دولة الأستاذ تخصيص جزء من اهتماماته للكارثة التي يصاب بها ارثه والأمانة التي يحملها منذ اخفاء مؤسس الحركة الذي اعتبرها حركة اللبناني نحو الأفضل
   ويحاولون التّعبير عن سخطهم ، ما عدا أيام الإنتخابات سواء النيابية حيث يعترضون على جلّ اسماء النّواب أو البلدية التي يندر رضاهم عن اختيار الممثّلين لهم فيها إنما  يجدون أنفسهم بين فكّي القبول بهذه الأسماء على مضض أو خذلان النّهج الذي يعتبرونه وصيّة امام المحرومين لهم
   متمسّكين بوصايا شهداء الحركة وقادة مقاومتها أن كونوا مع النهج ولا تكونوا مع الأشخاص
   فيختارون الثاني وفي العين قذى وفي الحلق شجى  وكفى الله المؤمنين شرّ القتال .

  ولكن السؤال الكبير يبقى هل يستمع حامل الامانة دولة الرئيس لمطالب هؤلاء أم يبقى الحال هو الحال حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ؟