قرأتُ ما قرأه المسلمون من روايات وأحاديث تتحدّث عن الزّواج بما فيها ما يُعتمد عليه للدلالة على مفهوم ما يُسمى بالزّواج المبكر وقد أدهشني شبه إجماعهم على ما اعتبروه دعوة إليه،في حين هي (اي الروايات) تتحدّث أن أصل الزّواج فحسب، والذي لا شكّ باستحبابه شرعا وعرفا .
 

فأخذوا يبثون بين الناس ويؤلفون في ذلك الكتب وينظّمون الأبحاث ويسرفون الكثير من الجّهد لإقناع المؤمنين بما يريده الإسلام حسب اقتناعهم وحاولوا بكبد إيصال معتقدهم الى العامة وذلك بسطوة ذقونهم ولباسهم الذي يوحي بالفقه والمعرفة وغرسوا فكرة ان الزّواج باكرا يحمي المجتمع من الفساد والأفراد من الإنحراف وأخذوا يحتجّون بأحداث هم فهموا منها أن الإبكار بالتزويج حسنة يحبها الله ورسوله والمؤمنون ...

إقرأ أيضا : تشجيع الزواج المبكر ورفض المساواة: كيف يمكن تفسير خطابي نصرالله وخامنئي؟
ولكن كلّ ذلك لا يصمد أمام بعض التّدبّر والتأمل في طريقة مقاربتهم لهذه القضية !
ولكي لا نطيل نسألهم السؤال التالي :
ما هو السن الذي تظنون أنه المطلوب لتزويج الشّاب أو الشّابة ؟
فإن كانت الإجابة تتنافى مع قدرة الفرد الطبيعي على متابعة تحصيله العلمي ولا تتيح له تأمين متطلبات الحياة من عمل وسكن وما شابه ولا تمكّنه من إختيار الشريك المناسب بكل مسؤولية ، فهي إجابة بتراء .
ويؤيد كلامنا الموجز قوله تعالى : "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يغنيهم الله من فضله ".

إقرأ أيضا : السيد نصرالله والزواج المبكر.. عودٌ على بدء
ففي ذلك أمر من الله تعالى لمن لا يجد تزويجًا من دون حصر عدم القدرة بحالة أو بسنّ فنفهم من الآية المباركة إباحة عدم التزويج وليس طلبه كيفما كان ...
كما قال - عليه الصلاة والسلام: يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغَضُّ للبصر، وأحْصَنُ للفرج،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وِجَاء.
ولو أضفنا إلى كلّ ذلك الحاجات التي يتطلّبها عصرنا الحالي ولا أعني المادية منها فحسب بل الثقافية والنفسية والإجتماعية أجد نفسي داعيا كلّ أخواتي وبناتي وإخواني وأبنائي الى الإسراع في الزّواج فور الإطمئنان لكافة ما ذُكر أعلاه دون تحديد سنّ لذلك مع التوصية بتجاوز الثمانية عشر على أقل تقدير .