حاول السيد مرتضى العسكري في كتابه "عبدالله بن سبأ وأساطير أخرى" التشكيك بوجود هذه الشخصية، فأثبت ضعف الراوي سيف بن عمر التميمي المتوفى بعد عام 179 هجري ،المصدر الرئيسي للطبري ، والذي يضخم دور ابن سبأ في الفتنة الكبرى، وينسب إليه كثيرا من الأعمال ، ليقول العسكري : إن ابن سبأ أسطورة مفتعلة ، ورجل مختلق ، ولكن العسكري لم يتطرق إلى الروايات الشيعية الكثيرة التي تؤكد  وجود ابن سبأ ،وتنسب إليه القول بالغلو ، على لسان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام  ،كما سترون ، وليس في أحدها رواية سيف بن عمر المشحونة بالخيال الواسع ... وتأكيدا على وجود عبدالله بن سبأ نذكر بعض آراء علماء الإمامية الذين يؤكدون ذلك :

1_يقول أبو عمرو الكشي (أحد أقطاب علم الرجال ) : عن أبي عبدالله قال :"لعن الله عبدالله بن سبأ ،إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين(ع) عبدا لله طائعا ،الويل لمن كذب علينا ،وإن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم "(معرفة أخبار الرجال، الكشي ، صفحة 70 _71) . وفي"رجال الكشي" بسنده إلى أبي جعفر:"أن عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة ، ويزعم أن أميرالمؤمنين هو الله تعالى" (رجال الكشي، الأعلمي/كربلاء ،ص98).

2_الشيخ الطوسي : "عبدالله بن سبا ،الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو"(رجال الطوسي/قم ،ص75)

3_الشيخ الصدوق : "قال أميرالمؤمنين(ع) :"إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء ،فقال ابن سبأ :يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان ؟ قال : بلى قال :فلم يرفع يديه إلى السماء .. "(من لا يحضره الفقيه،ج1 ،ص213).

4_عبدالله المامقاني(أحد اهم المؤرخين الشيعة ) : "عبدالله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر ، وأظهر الغلو :غال ،ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار ،وكان يزعم أن عليا إله ،وأنه نبي" (تنقيح المقال في علم الرجال ،ج2 ، ص 184 ،383).

5_العلامة الحلي : "عبدالله بن سبا ،غال ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار ،كان يزعم أن عليا (ع) إله وأنه نبي ،لعنه الله " (رجال الحلي ،دار الذخائر/قم ،ص 237).

6_الحسن بن موسى النوبختي : "عبدالله بن سبأ كان أول من حث على الغلو .(فرق الشيعة، ص 22، 23).

7_سعد بن عبدالله الأشعري القمي : الذي تحدث عن السبئية فقال :"وقالوا بعد ذلك في علي أنه إله العالمين . (المقالات والفرق ،الأشعري ،ص 21).

8_الشهرستاني : "عبدالله بن سبأ كان أول من حث على الغلو " (الملل والنحل،ج1، ص154).

وعلى هذا فهذه الشخصية ليست مختلقة أو وهمية !  والسؤال هنا لماذا قال السيد العسكري وغيره أن هذه الشخصية وهمية ؟ الجواب :لأنهم أرادوا أن يبعدوا عن المذهب أي موضوعات من قبل عبدالله بن سبأ .

وهنا نسأل لماذا نفعل ذلك ؟! علينا أن نعترف أن هنالك موضوعات في المذهب بسبب أحقيته ،وقد حورب من قبل هؤلاء الغلاة ، واستطاعوا أن ينفذوا إلى المذهب بالكثير من الأفكار والشوائب العقيدية التي كانت شرارة الفتنة والتحريض التي يجب نزعها من المذهب ومنها البراءة من مخالفي الإمام علي والتبرؤ من أبي بكر وعمر وعثمان والصحابه ، وادعاؤه حب أمير المؤمنين حتى يصدقه الناس ،وهذا ما حدث ، فتلقفها بعض الشيعة وأخذت تسرى في المذهب حتى أصبحت كما يقولون من العقيدة ! ولذلك قال السيد العسكري وغيره أن "عبدالله بن سبأ شخصية وهمية" !