بعد أن باشر الايرانيون والسعوديون في حروبهم الضروسة في مناطق النزاع الدموي في العراق وسورية وخصوصاً اليمن واتضح عمق الخلاف بين هاتين الدولتين المذهبيتين باتت لعبة الموت بين الايرانيين والسعوديين مكشوفة ومفتوحة عل كل الاحتمالات وخاصة في المناطق التي تدّعي النأيّ عن النفس كما هو حال لبنان الذي أُرسل اليه الرئيس سعد الحريري ليثير غضب حزب الله ويخرج عن طوعه السياسي بجملة مواقف تطال المملكة العربية السعودية ركيزة لبنان الاقتصادي وصاحبة التأثير الأقوى على أهل الجماعة من الطائفة السُنية اللبنانية .

 

اذاً موضوع الرئاسة وحركة الشيخ سعد في دائرته اثارة لما أهو أبعد من خلاف على مرشحين أحدهما سوري حتى العظم والآخر سوري حتى اشعار آخر وكلاهما من بطن واحدة ولا يستطيعان نكران أبوّة من حضنهما وسهر عليهما حتى بلغا ما هما عليه من قيمة معنوية ومادية أضافت الى حضورهما المهم حضوراً سياسياً قربهما من قصر الرئاسة وباتا قاب قوسين أو أدنى من كرسيه .

 

بعد حملة حزب الله على السعودية وردّ المملكة السريع على الوديعة وتسليح جيش "تابع " لحزب الله بحسب زعمها ووضع الحزب على لائحة الارهاب في مجلس التعاون الخليجي ومن ثمّ في قرار غير مكتمل على لائحة جامعة الدول العربية بات المشهد اللبناني في حوزة كتلة نارية عربية – ايرانية لم يستبعدها سعوديون معنيون وعلى علاقة قوية بالوضع اللبناني وقدّ حددوا شهر أيّار كمدى أبعد لرصاص التفجير في لبنان بين طائفتين جاهزتين لخوض غُمار معارك الماضي والحاضر بكل بسالة مشرّفة انتقاماً وانتصاراً لحق مضى أو لحاضر يتسع لحسابات أكبر بكثير من سرديات الخلاف التاريخي .