يقول الإمام علي: لو كان الفقر رجلاً لقتلته. فها هم الفقراء أو رجال الفقر يقاتلون مع بعضهم البعض من أجل التغلب على الفقر ولا يجدون طريقا للتخلص منه عبر الأعمال والأشغال غير القتالية.  

أفاد مراسل موقع بي بي سي الإخبارية في كابول عن أن عدد من الشباب الأفغان تم تجنيدهم من قبل المملكة السعودية للقتال في اليمن بعد ما سافروا إلى السعودية تحت عنوان أداء مناسك العمرة ولكنهم بدل زيارة بيت الله الحرام، ذهبوا إلى معارك الحرب في اليمن بحجة الدفاع عن مكة المكرمة.  

مراسل قناة بي بي سي قابل يافعاً اسمه اجمل، قال له بأنه تسجّل للذهاب إلى السعودية دفاعاً عن مكة المكرمة، لأنهم قالوا لنا بأن مكة المكرمة مهددة الآن.

  وهكذا يبدو أن السعوديين يستنسخون تجربة جارتهم إيران في تجنيد الأفغان، وربما سترسل السعودية أفغان سنة إلى سوريا للقتال مع مواطنيهم الشيعة وسوف يقاتل أفغان السنة والشيعة مع بعضهم البعض دفاعاً عن مكة المكرمة أوالسيدة زينب!

  منذ أربعة عقود ينشغل الأفغان في حروب عدة اعتباراً من الحرب مع الروس المحتلين وصولاً إلى الحرب بين فريقين من حركة طالبان، رافقت جميع تلك الحروب، اشتباكات أهلية أخرى استمرت طيلة ثلاثة عقود.  

الأفغان منتشرون في الشرق الأوسط وخاصة في إيران والسعودية والإمارات للعمل ولكن بعد احتدام الأزمة السورية تم إدخالهم في المعارك بين النظام والمعارضة العسكرية تحت عنوان الدفاع عن المقامات المقدسة، وهناك تقارير تفيد بأن شباب أفغان يتم تجنيدهم في أفغانستان وإرسالهم للتدريب العسكري في إيران تمهيداً للمشاركة في الدفاع عن النظام السوري والقتال مع المعارضة العسكرية.  

وبالرغم من أن تجنيد الأفغان انطلق في حالة سرية في البداية ولكن بعد اشتداد المواجهات وصعود الجماعات الإرهابية لم يعد هناك حاجة للالتزام بالسرية، إذ إن مكافحة الإرهابيين اصبحت مبررة ومطلوبة دولياً.

  وقدّمت إيران حوافز مالية وغير مالية منوعة للأفغان الشيعة المدافعين عن المقامات المقدسة في الشام وأعطت حق الدراسة لأولادهم في المدارس الحكومية في إيران.

  وبالرغم من غياب أي إحصاءات من الضحايا الأفغان في سوريا، إلا أن مدناً إيرانية كبيرة يقطن فيها أفغان تشهد بين حين وآخر مراسم تشييع لجثامين أفغان قُتلوا في المعارك السورية.

  بطبيعة الحال هناك دوافع وحوافز دينية عند الكثير من الأفغان المقاتلين إن في جبهة بشار الأسد وإن في جبهة السعوديين، ولكن لا يمكن تجاهل حقيقة الفقر والبؤس في أفغانستان، يدفع الكثير من الشباب إلى خسارة أرواحهم في سبيل القضاء على الفقر!