بعد الضربة الاسرائيلية الأخيرة في سوريا والتي استهدفت سمير القنطار وآخرين من حزب الله اتضح وهن بوتين الذي هدّد وتوعد قبل الضربة الاسرائيلية باسقاط أي عصفور يمرّ فوق  دمشق وتبين أن بوتين شخصية عربية تتقن فنّ الردّ في الزمان والمكان المناسبين وهو بذلك لم يعد قيصري بل عربي منتفخ بقوّة فارغة لا قيمة لها أمام الدول وأمام حليفته التاريخية وصديقته الدائمة اسرائيل .

أمس ضربته تركيا ضربة مؤلمة فمغط بوتين نفسه ليصبح عملاقاً دولياً في مواجهة تركيا وسرعان ما عاد الى صغر قامته وقبل بصفعة الكف التركي وقبل ذلك تمغط بوتين في أوكرانيا وتوعّد كالعرب بكب أوكرانيا بالبحر الأوروبي واذ بميركل الألمانية تعيده الى أصغر من حجمه من خلال رزمة عقوبات وتهديد بزعبه من الناتو اذا ما بقيّ مسترجلاً على الطريقة العربية وبعد أن دخل الحرب السورية من بوابة البطل القادر على وضع حلّ للحرب بحسم المعركة لصالح حليفه الأسد عاد ليكون مجرد زبون في الحرب السورية اذ لم تفلح العراضة الروسية لسلاحها لا بحراً ولا جواً ولم يتجاوب المجتمع الدولي مع رؤيته للحلّ السلمي في سوريا على خلفية بقاء الأسد مما دلّ على أن الروسي يستنزف دوره في سوريا ليس أكثر وهو ليس مفتاح الحلّ ولا يستطيع أن يفرض شروطه على أصغر فصيل مسلح في سوريا وبالتالي هو قد أراح الحلف الدولي بتورطه في حرب مجنونة لن يحصد فيها الاّ المزيد من الحصارين العربي والاسلامي وكرههما الذي سينهال عليه عبوات ناسفة أين ما وجد الروسي وما حادثة الطائرة المصرية الاً عيّنة موضبة بطريقة قابلة للاستعمال في أهداف مشابهة .

لقد هلل المهللون للروس في سوريا واعتبروا بوتين رجل التاريخ السوفياتي وهم كعادتهم بالغوا فيه كما بالغوا من قبل بالرئيس التركي والأمير القطري والجنرال الفنزويلي وتبين لهم في ما بعد غباء غلوهم.

كان من الممكن أن يكون بوتين رجل المرحلة الأوسطية لو أنه قادر على الاستجابة للرغبة العربية بوضع حدّ لغطرسة وطغيان اسرائيل وردّ مباشرة على الطائرات التي قصفت قلب العاصمة دمشق ونالت من حليف صادق معه ويتطلع اليه كقائد لمشروع اقليمي.

وكان على وعده في الدفاع الفعلي عن سوريا بدلاً من اللعب مع أطفال سوريا بطائرات الموت . لقد خسر بوتين فرصة الحضور القوي في المنطقة بدفن رأسه بالرمال الاسرائيلية وما عاد يغري الكثيرين من المتحمسين لدور روسي الفعّال ضدّ دولة الارهاب لا ضدّ دشاديش داعش الذي لا يحتاج الى هذه الأساطيل " المأسطلة " في البحر والجو رغم كثرة الشكوك حول توجيه رؤوس الصواريخ الروسية صوب أهداف غير داعشية بالتأكيد كما ذكر الأمريكيون والأوروبيون والعرب والسوريون المعتدلون في سوريا .

كان بوتين رجل عام 2015 بالنسبة لكل شعوب العالم الثالث لو أنه كان مخلصاً لتصريحاته التوعدية المكثفة الاّ أنه تاجر فاشل حتى في التجارة فها هو لم يربح شيئًا في أوسط ثري بل على العكس قد خسر في السياسة كما في الاقتصاد وثمّة ترتيبات جديدة سلبية بينه وبين دول كانت على علاقة جيدة معه في التجارة والاستثمار .