يقول جاويد قربان أوغلي مدير عام الشرق الأوسط السابق في وزارة الخارجية الإيرانية وسفير إيران السابق لدى الجزائر: إنّ الروس يقطفون ثمار إنجازات إيران في سوريا، محذراً بلاده من الإلحاح على بقاء الأسد ، وذلك خلال مقابلة مع موقع خبر أونلاين المقرب من رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني .

ومن أهم تداعيات الإتفاق النووي وفق جاويد أوغلي هو الإعتراف بدور إيران الدبلوماسي في سوريا الذي بدأ بدعوة إيران إلى اجتماع فيينا السوري بالرغم من أن إيران لم تتمكن من المشاركة في مؤتمر جنيف السوري بسبب معارضة الولايات المتحدة بالرغم من توجيه أمين عام الأمم المتحدة دعوة رسمية لها .

أما الآن فإن الوضع مختلف ، والاتفاق النووي أزال العقبات أمام أداء إيران دورها في مؤتمر فيينا .

ويؤكد السفير أوغلي على أنّ الموضوع السوري مطروح في لقاءات وزيري خارجيتي إيران وأميركا بالرغم من نفي الطرفين لتناول هذا الموضع في اللقاءات الثنائية.

ولكن بالرغم من وصول الأطراف بما فيهم إيران والمملكة السعودية إلى تبني الحل السياسي، وهذا بحد ذاته إيجابي ، إلا أنّ دور الروس العسكري في سوريا مثير للقلق الإيراني وفق جاويد أوغلي الذي يرى بأنّ فلاديمير بوتين بفضل ذكائه الخاص ، يريد اللعب بالورقة السورية واستخدام الورقة السورية من أجل قطف ثمار إنجازات إيران منذ أربع سنوات في السورية التي دفعت إيران أثماناً باهظة من أجلها .

فإن إيران هي البلد الوحيد الذي دعمت النظام السوري بالمال والسلاح والقوات ، ويرى مدير عام الشرق الأوسط الأسبق في وزارة الخارجية إن إيران تمكنت من إبقاء الأسد لما كانت ترى فيه مصدر دعم للمقاومة، ولكن ينبغي أن تحول إيران هذا الإنجاز العسكري إلى إنجاز سياسي، وذلك عبر التخلي عن الإلحاح على بقاء الأسد، حتى لا يشعر المجتمع الدولي بأننا يهمنا مصير الأسد فحسب بل يجب أن نتابع مصالحنا الخاصة في سوريا ، فإننا ندفع الأثمان.

انظروا إلى عدد ضحايانا في سوريا من بين قواتنا الاستشارية. لا يصح أن ندفع التكاليف والروس يأتون ويقطفون الثمار.

ويردف جاويد أوغلي، إن ما يجري على الأرض في سوريا هو حصد الثمار من قبل الروس ، ويتساءل : كم عدد قتلى بوتين في سوريا؟! وكم أنفق بوتين من الأموال لسوريا؟! إن بوتين هناك يتفاوض مع أوروبا ويساوم على الإمتيازات ونحن هنا واقفون على مواقفنا ونصر على بقاء الأسد !

ويرى جاويد أوغلي إنّ الروس سيعملون صفقة مع الغرب يتنازلون خلالها عن سوريا لقاء أوكرانيا ، لأنّ الأزمة الأوكرانية تحوّلت إلى حرب باردة بين الروس والغرب، وإنّ الروس سيبيعون الأسد للغرب.

ويذهب أوغلي إلى أبعد قائلاً بأنّ الروس مستعدون لبيع كل شي من أجل مصالحهم بما فيها إيران كما رأينا سابقاً ، مضيفاً بأنّ رؤيتنا حتى فيما يتعلق ببقاء الأسد تختلف عن رؤية الروس .

إنّ ما صرح به جاويد أوغلي يعكس الخلاف بين المعتدلين والمتشددين في إيران على الموضوع السوري وهو ليس أول المشككين في نوايا الروس وسبقه قائد الحرس الثوري الجنرال الجعفري الذي أكد على ان الروس لا يهمهم مصير الاسد بينما إيران تعتبر أنّ الأسد خط أحمر لها من أجل بقاء محور المقاومة .

 ولكن الكلام الآن هو ان التمسك ببشار الاسد الى متى ممكن؟ وهل يستحق شخص بشار هذا التزمت الذي سوف لم يخرج منه إلا رماد التكاليف الباهظة المالية والبشرية التي دفعتها إيران حتى الآن بحال سقوط بشار الأسد الذي سيسقط آجلاً أم عاجلاً.