وكأننا نسينا أو تجاهلنا في خضم ما نعيشه من زحمة أحداث حولنا للعامل الإسرائيلي ، حتى بتنا لا نلتفت ونحن نقرأ التحولات بالمنطقة أنّ لهذا العدو الغاشم وظيفة لا يزال يمارسها في السعي الدائم بتأزيم المنطقة ، وبأنّ أياديه الإجرامية هذه الأيام هي الأطول والأقدر على اللعب فوق المسرح الإقليمي، ولعلّ المرحلة التي نمرّ بها الآن هي العصر الذهبي لهذا العدو الغاشم منذ نشأة كيانه الغاصب .

تاريخياً ، لم يخرج الإستحقاق الرئاسي في لبنان من دائرة الإهتمام الإسرائيلي ، إن بشكل مباشر كما كان الحال عقب الإجتياح واحتلال بيروت وفرض الرئيس بشير الجميل ، أو بالطرق الغير مباشرة عبر الرسائل التي كان ينقلها سفراء الدول الغربية وفي مقدمتهم السفير الأميركي .

ولا يجب أن ننسى في هذا السياق ، أنّ فرق الموت والإغتيال كانت إحدى أهم الوسائل التي تلعب دوراً في تحديد هوية الرئيس ، وليس بالضرورة أن تمارس هذه الأدوات السوداء لوظيفتها بعد انتخاب الرئيس ، بل من الممكن أن تباشر دورها قبل الإستحقاق ، إن لم نقل قبل بدء الحديث عنه أصلاً .

ومن المعلوم  أنّ الموساد الإسرائيلي ، يحاول عند الإمكان أن يصطاد أكثر من عصفور واحد في أيّ عملية إجرامية يقوم بها ، بحيث أنّ واحدة من عصافيره الدائمة التي يعمل على التصويب عليها، هو تشويه صورة الممانعة عبر اغتيالات تتهم فيها الممانعة بشكل مباشر ، وفي هذا الإطار نضع محاولة الإغتيال التي تعرض لها الدكتور سمير جعجع ، بوصفه مرشح طبيعي في وجه المرشح المعلن لقوى الممانعة ميشال عون .

وهذه الحال يمكن أن تنطبق على كل الإغتيالات السياسية التي حدثت في السنوات الأخيرة ، حيث أصابع الإتهام وجهت مباشرة إلى حزب الله، بدون أيّ أدلة يعتدّ بها .

وبالعودة إلى مبادرة الحريري وتسمية فرنجية للرئاسة ، وما يمكن أن تشكل هذه المبادرة في حال وصولها إلى خواتيمها السعيدة مع عودة الحريري أيضاً إلى رئاسة الحكومة من إنهاءٍ لحالة الفراغ السياسي وبالتالي من قيام نوع من الإستقرار في المؤسسات الدستورية مصحوبة كما يقال بتحريك للعجلة الإقتصادية التي يأتي في مقدمتها تحريك ملف استخراج النفط والغاز وما ينتج عنه من استقرار وازدهار مالي يعتبر الخطر الحقيقي على الكيان الإسرائيلي ، بالأخص إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ العدو الغاشم ( ما غيرو ) يعمد إلى سرقة غازنا من البحر دون رقيب أو حسيب .

 

إنّ خوفي على حياة سليمان فرنجية هذه الأيام لا يتأتى من فراغ أو على طريقة المنجمين ، وإنّما يعززه اعتبار أنّ تسمية فرنجية أتت على لسان سعد الحريري وبمباركة من " تنابل " السعودية وما قيل عن دور أساسي لعبه السفير الأميركي السابق في لبنان ، ممّا يعني أنّ محور الممانعة المغيب عن كامل الموضوع يمكن أن يتوجس خيفة الآن من تسمية فرنجية واعتبار أنّه خائن لحلفائه كما توحي يومياً جريدة الأخبار التابعة له، والتي تكاد تصف فرنجية مرة جديدة " ببركيل بنشعي "  فتكون هذه هي الظروف المثلى للموساد لا سمح الله . .