منذ أن وقع تفجير برج البراجنة، بات اللبناني يعيش في حرب نفسية لا مفر منها، فهذا التفجير الذي هز كيان الشعب اللبناني لم تقف تداعياته عند عدد الشهداء والجرحى إنما تخطاه ليصبح اللبنانيون في دائرة الحرب النفسية البغيظة.

فتارة نسمع خبرًا بالإشتباه بسيارة في محلة الطيونة وطورا في فردان ثم فجأة نقرأ عبر وسائل التواصل الإجتماعي عن إنتحاري مفترض أدخل دراجة نارية وفان مفخخين إلى الضاحية لننصدم بخبر أشد تأثيرا يتعلق بوجود حزام ناسف في مول الضبية.

وإذ بعد كل هذا الهلع والخوف تكون الخاتمة بيان نفي من قيادة الجيش او الأمن العام بأن هذه المعلومات عارية عن الصحة.

وجدير ذكره أن هذه الوسائل هي أشد فتكا من التفجير نفسه حيث أنه من المشهود للحرب النفسية مدى تأثيرها على الأعصاب وربما هذه الإشاعات مصدرها أحد الأطراف المساهمة في دعم "داعش" إلا أنه من واجب الوسائل الإعلامية والمواقع الإلكترونية عدم  الدخول في سباق نشر أي خبر بهذا المضمون من دون التأكد من صحته.

لكن لا آذان صاغية ولا وكالة إعلامية مسؤولة، فجذب أكبر عدد من القراء هي الهم الوحيد اما مخاطر وتأثير هذه الإشاعات فلا أحد معني بها.

وأخيرا نقول ان ما تقوم به مواقع التواصل الإجتماعية والوسائل الإعلامية ما هو إلا دعم للجماعات المتطرفة في إنجاح حروبها النفسية وإضعاف قدرة الشعب اللبناني على الإيمان بالدولة وبالوطن فلذا ختاما كلنا أمل أن تكون المواقع الإلكترونية أكثر حذرًا ووعيًا في نشر أخبارها.