حتى الآن ربح تنظيم الدولة الإسلامية المعارك المفتوحة عليه في سوريا والعراق واليمن واستطاع أن يواجه تحالفات دولية بقيادة مُتزعمة العالم الولايات المتحدة الأمريكية وأن يصدّ الهجمات المتعددة عليه وأن يهاجم بطريقته المعهودة ويقتنص فرص وضع اليدّ على نقاط استراتيجية في خارطة الخلافة التي يسعى إليها .

 أصبحت التنظيمات نكات ميدانية أمام الأحلاف القائمة بوجه التنظيم ولم تعد دعوات مواجهة الإرهاب من قبلها تستحوذ عقول الناس الذين يشاهدون بأمّ العين استنفار دولي لمحاربة ارهاب داعش لذا من المستحسن وبحسب الآية القرآنية ترك الشياطين يقاتلون الكافرين" وأرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزّا " ولتخرج الملائكة من معركتهم طالما أن هناك من يقاتل وبسلاح وامكانيّات تفوق قدرات تنظيمية وحزبية في العدّة والعدد .

لقد برهنت النتائج العملية صعوبة قضاء الجيش الشعبي السليماني على تنظيم الدولة كما أن حضوره القوي في سوريا لم يتيح له انجاز شيء يُذكر على أرض الخارطة السورية الكبيرة والواسعة والتي يغرق فيها جيشيّ طالوت وجالوت كما أن النتائج ذاتها دلّت على صعوبة حسم المعركة عسكرياً في سوريا والعراق بالأدوات المحلية وأن الحسم بيد أميركا القادرة وحدها على حسم المعركة وتصحيح المسار السياسي في العراق وسوريا وغير ذلك استمرار في النزف والاستنزاف إلى ما لا نهاية .

لقد تحوّلت المعركة من قتال سوري سوري وعراقي عراقي وببعدين طائفي ومذهبي ووفق أفق اقليمي ضيق بين ايران والسعودية إلى حرب الإرهاب والدول الكبرى فلنستغل هذه الفرصة السانحة بالخروج من الحروب التي جربناها ولنترك دول شياطين الغرب تؤز كافرين داعش أزّاً وبذلك نستريح من عناء ووعثاء القتال المباشر مع جماعات تنمو كالنار في الهشيم وتتغذى على لحم الحروب الطائفية والمذهبية .