مجرد عدم الكشف عن هوية السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي بين ضحايا تدافع منى بحد ذاته يُعتبر دليلاً على أنّه قيد الحياة ، فضلاً عن أنّ هناك شهود عيان أكدوا على أنّهم رأوه حين نقله إلى أمبولانس الهلال الأحمر السعودي حياً ، هذا ما يؤكد عليه مصادر إيرانية .

وهناك دليل آخر من المصادر السعودية التي أعلنت في الأيام الأولى بعد حدوث التدافع بأنّ ركن أبادي يتعالج في إحدى المستشفيات ، بالرغم من أنّ السعودية نفت في البداية أن ركن أبادي يكون قد دخلت الأراضي السعودية.

في الأسبوع السابق أرسل محمد جواد ظريف رسالة لنظيره السعودي مطالباً منه تحديد مصير سفير إيران السابق في لبنان .

وفي نفس الوقت قال عضو في لجنة الأمن القومي لمجلس الشورى الإسلامي محسني ثاني إننا نملك معلومات تفيد بأنّ ركن أبادي على قيد الحياة.

ومن جهة أخرى قال حسين أمير عبد اللهيان معاون وزير خارجية إيران بأنّ القنصل الإيراني في جدة خلال لقائه مع السلطات السعودية تابع موضع مصير ركن أبادي متابعة خاصة ، ولكن إيران تتابع الموضوع عبر المنظمات الدولية ومنها منظمة الصليب الأحمر الدولية .

فإذا لم يتم الكشف عن هوية ركن أبادي بين الضحايا ولا الجرحى ، فأين هو؟ يرّجح البعض أو لا يستبعد أن يكون ركن أبادي مخطوفاً من قبل المخابرات السعودية أو الإسرائيلية أو من قبلهما بالشراكة ، حيث إنّه كان يملك معلومات ثمينة عن وضع حزب الله اللبناني .

يشير مرتضي ركن أبادي شقيق السفير السابق إلى محاولة اغتيال شقيقه من قبل جماعات إرهابية سعودية في لبنان قبل عامين ولا يستبعد خطف شقيقه من قبل المخابرات السعودية التي ترتبط بالمخابرات الإسرائيلية وفقه .

ولكن هناك احتمال آخر وهو أن يكون ركن أبادي ضمن 25 إيرانياً لم يتم الكشف عن هوياتهم وهم من ضحايا التدافع ، وتعهدت السعودية بالتعاون في الكشف عن هوياتهم عبر اختبار دي أن أن خلال عشرة ايام المقبلة، حسب تصريح سعيد أوحدي رئيس منظمة الحج والزيارة الإيرانية الذي قال هناك 24 حاجاً إيرانياً لم يتم تحديد هوياتهم حتى اللحظة بالرغم من أن جثامينهم نُقلت إلى مكة .

عائلة ركن أبادي بطيبعة الحال تُفضَل أن يكون غضنفر مخطوفاً وليس من بين الضحايا ، ولكن من البديهي أنّ إثبات فرضية خطفه من قبل السعوديين إضافة إلى كونه فضيحة وبصمة عار على المملكة سيؤدي إلى مواجهة عنيفة بين الطرفين ، وفق تهديد الحرس الثوري الإيراني الذي أعرب عن استعداده لخوض حرب ضد آل سعود .

خلال الأيام العشرة المقبلة سوف يتضح مصير غضنفر ركن أبادي، ربما يقنع الإيرانيين بأن السعودية لم يكن لديها مصلحة في خطفه ولا في خلق التدافع الذي ذهب ضحيته آلافاً من الحجاج ، وأياً تكن الحال، لا يمكن تجاهل حقيقة تقصير المملكة السعودية فيما يتعلق بما بعد التدافع وسوء تدبيرها وعدم وقوفها في موقع المسؤولية.