وجه معاون وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان تهديدا مباشرا وصريحا بأن بلاده ستنسحب من محادثات السلام بشأن سوريا في فيينا إذا تبين أنها غير بناءة، كما اعتبر أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد يعد موضوعا أساسيا وخطا أحمرا لإيران. وأضاف المسؤول الإيراني أن مشاركة إيران في الاجتماعات والمؤتمرات المقبلة يتوقف على كيفية المفاوضات، وشدد على أن "طهران إنما تشارك في اجتماع يتكلل بالنجاح وتكون نتائجه إيجابية تفضي إلى التوصل لحل سياسي للوضع السوري". ورغم أن إجتماع فيينا في حد ذاته لم يسجل أي تطور على صعيد الحل للأزمة السورية إلا أنه يعتبر تطورا إيجابيا خصوصا انه لأول مرة تشارك قوى إقليمية ودولية متعارضة حول سوريا على طاولة واحدة بما فيها إيران التي طالما استبعدت من الاجتماعات الدولية الخاصة بسوريا، ولأول مرة يجري التوافق على شكل سياسي موحد للحل في سوريا، ولأول مرة يتم استبعاد السوريين أنفسهم من اجتماع دولي موسع كهذا، ولأول مرة تبدأ الأطراف بتحديد هوية الفصائل والقوى التي تقع خارج دائرة الإرهاب، لكن الأجواء السلبية بقيت مسيطرة على الجبهة (الإيرانية-السعودية) ليتم تبادل الإتهامات بين هذين البلدين بعد مرور 24 ساعة على مؤتمر فيينا، حيث أوضح الجبير خلال مشاركته في مؤتمر للأمن الإقليمي في البحرين حقيقة السياسات الإيرانية التخريبة في المنطقة حسب تعبيره كما اتهم الجبير إيران بمحاولة تهريب أسلحة إلى البحرين والسعودية وبالتدخل في لبنان وسوريا والعراق واليمن وهو أمر قال الوزير السعودي إنه يؤثر سلبيا على العلاقات الإيرانية السعودية. هذا الكلام إستدعى ردا إنفعاليا ومتسرعا من قبل إيران فحذرت من خلال عبد اللهيان الوزير الجبير من مغبة إختبار صبر إيران. وعلى ما يبدو أن العلاقات بين إيران والسعودية ستؤثر سلبا على مؤتمر فيينا الذي قد يعقد الأسبوع المقبل وتعقيبا على تداعيات وتأثير هذا الخلاف على سوريا بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام أجرى موقع لبنان الجديد حديثا مع الباحث في الشؤون الإيرانية الدكتور مجيد مرادي الذي أكد ان "الإيرانيين منزعجون من تصريحات الجبير ففي حين يعتبرها محور الشر ومصدر للإرهاب بينما إيران تعتبر السعودية أنها من تدعم الجماعات المسلحة بالسلاح" وأضاف أن "فيما يتعلق بالمفاوضات حول فيينا فإن الإيرانيين يعتبرون أن السعودية تتدخل باالشؤون الداخلية لسوريا وهم يريدون تقرير مصير الشعب السوري من دون مشاركتهم" وأوضح أن "السعودية يجب أن تستعيد لغتها الدبلوماسية خصوصا أن النظام لم يسقط طوال 5 سنوات كما تريد وتركيا والولايات المتحدة لذا كان الذهاب إلى طاولة الحوار أفضل ويعتبر خضوعا للحل السلمي وفي نهاية المطاف ليس أمام السعودية سوى ما يتفق عليه الآخرون في مفاوضات فيينا" وأشار إلى أنه "ليس امام السعودية سوى أن ترضي إيران " وأما عن مصير التسوية السياسية في حال لم تحضر إيران إلى مؤتمر فيينا أجاب أن "هناك أطرافا لا علاقة لها بالمفاوضات كداعش والنصرة لذا فإن تنفيذ التسوية السياسية يحتاج إلى وقت طويل وإلا سيكون هناك مشاكل كبرى في المنطقة" وانطلاقا من هنا يبدو أن تهديد إيران هو مجرد تهديد مع وقف التنفيذ خصوصا أن إيران تعتبر أنها تمكنت من إدخال كل ما تريد وهذا انعكاس لمطالب إيران أكثر من مطالب السعودية ما ينعكس إيجابا على إيران وعلى مشاركتها في مؤتمر فيينا المقبل رغم تصريحاتها التهديدية بالإنسحاب