يستند الشارع الشيعي في ممارسة شعيرة التطبير على فتاوى محدودة لمراجع أفتت بجواز ضرب " الحيدر " كما هو شائع عند المسلمين الشيعة ونتيجة لسيطرة الثنائية الشيعية على المشهد الشعبي يتم تصنيف من يُطبر بأنه من جماعة حركة أمل باعتبارها لم تدين ولم تتبع فتاوى الحرمة من أذى النفس ولأن حزب الله واضح في دعوته (الدينية والفقهية )الى محاربة عادة تاريخية عمرها أكثر من مائة سنة كما يؤرخ مؤرخو هذه الظاهرة الشاذة بالنسبة للمحاربين لها والأسوة الحسنة بالنسبة للعاملين بها من الشيعة .

حساسية هذه السنة من التطبير كانت عالية جداً نتيجة لإعتبارات عديدة مرتبطة بأسباب متشابهة ان من خلال شدّ العصب المذهبي والتقاتل الحاصل في المنطقة بهويات طائفية ومذهبية وآثر ذلك على الغلو في الإحيائيات الشعائرية التي وحدت صفوف الجماعة المذهبية تحت سقف التعصب الغريزي او من خلال الاستعداء التحريمي لكل من يمارس عملية التطبير وخاصة أن مصدر التحريم مصدر عدائي مرتبط بالحساسية الداخلية المفرطة ما بين الثنائية نفسها على خلفية خلافية في السياسة الخاصة وفي التباينات الفقهية من مباني متعددة تدخل آلة الحرمة من التطبير في صلب هذا الواقع المنقسم على نفسه في الخيارات والإختيارات ما بين تنظيمين متسلحين بمشروعية كاملة في الحلال والحرام والمكروه والمستحب من قبل فقهاء يفتون بطريقة تُقسم الشيعة الى فريقين أو أكثر .

هذا الضغط الهائل على المطبرين  من قبل " فتوائين " و مذهبين قد زاد من حدّة التعاطي مع التطبير وأقدم الداعون إلى التطبير على حشد قوى مضاعفة من المستعدين لممارسة هذه الشعيرة الاحيائية وبرغبة جامحة نكاية بالمحاربين لها وقدّ حُملت حركة أمل نتائج بدعة كما يصفها ويعتبرها المعادون لها من قبل حزب الله .

هذا المشهد الخلافي بين التيّارين يتضخم باستمرار ويتباين بينهما بشكل كبير ليرسم بعداً آخر في الحسابات الداخلية التي تستدعي تعاطياً غير متولد من رحم التفاهم السياسي في اللحظة الحرجة بالقدر الذي أتاح للحركة فرصة البروز مجدداً داخل الخيمة المذهبية من موقع الحراسة العقائدية لها وما يتبع ذلك من إضمار لدور مفقود في النفوذ المباشر لحركة شيعية تعتبر نفسها مشيدة ومسؤولة عن طائفة أنتجتها بفعل التاريخ والممارسة القتالية وعلى جبهات مختلفة .