منذ القرن التاسع عشر دخلت إلى بلادنا العربية شعيرة جديدة من الشعائر الحسينية ألا وهي التطبير أي ضرب الهامات بالسيوف وبأي آلة حادة أخرى تسبب سيلان الدماء من الرأس.

وقد اختلفت الروايات حول منشأ التطبير إلا ان اكثرها تداولا  تلك التي تعيد أساس هذه العادة إلى أتراك أذربيجان الذين نقلوها إلى الفرس ومن ثم إلى العرب.

ويعتبر أيضا الفيلسوف والعالم الديني الشيعي مرتضى المطهري "إن التطبير والطبل عادات ومراسم جاءتنا من أرثوذكس القفقاز"

لكن مع كثرة الروايات التي انتشرت حول منشأ التطبير يبقى المؤكد أنه لا وجود لأي قول ينسب إلى الأئمة يتحدث عن ضرورة تنفيذ هذه الشعيرة.

ورغم أن هذه الظاهرة لم تنل كامل التأييد من المذهب الشيعي وعلمائه إلا أن فئة معينة لا تزال محافظة على التطبير كنوع من الحزن على الإمام الحسين (ع).

وينظر السنة إلى التطبير على أنه نوع من تعذيب النفس باعتبار أن شيعة الحسين كانوا قد خانوه آنذاك في كربلاء وهم الآن يكفرون عن ذنبهم بهذه التصرفات.

لذا وبناء على توضيح المفهوم الخاطىء للتطبير عند الشيعة كان لنا حديثا مع أشخاص يقدمون على هذا الفعل وكانت الإجابة بأن ضرب الهامات والصراخ بنداء (علي) ليس إلا مواساة لأهل البيت وبالتحديد السيدة زينب (ع) حيث أنه من المهم هنا ذكر اللمحة التاريخية التي يعتقد ويؤمن الشيعة بها وقد رواها أيضا  فخر الدين الطريحي في منتخبه،[10] وعبد الله شُبّر في جلاء العيون،[11] وعبد الله البحراني في عوالم الإمام الحسين،[12] وعنهم نقلها المجلسي ورواها في كتابه بحار الأنوار وهي "أن زينب بنت علي بن أبي طالب عندما رأت رأس أخيها الحسين ضربت رأسها بمقدم محمل الناقة التي كانت عليها فسال الدم من رأسها"

ولذا فإن هذه العادة ليست سوى مواساة لأم المصائب على ما حل بها ومحاولة لإظهار الجزع بأقسى أنواعه حتى لو كان بالتطبير"

 

 

(ملاحظة:نظرا للحرية الصحفية التي يعتمدها موقعنا فهذا المقال ردا على الزميلة ريما الموسوي ومما كتبته في مقالها "المطبرون : وللشيعة دواعشهم أيضاً")