يخيّل إلى المرء الذاهب لحضور المجالس العاشورائية أنه داخل ربما إلى ثكنة عسكرية أو إلى محكمة إستجواب، فعلى طول الحواجز على أوتوستراد السيد هادي تستوقفك مشاهد الشباب مدججين بالأسلحة والبدلات العسكرية  وربما يجعلك ذلك تعود بالذاكرة إلى الحروب الأهلية بين الشرقية والغربية لكن هذه المرة حواجز منفصلة  لعناصر بين حزب الله وحركة أمل.

وإن كان الواقع الأمني المخيف يفرض نفسه على الضاحية الجنوبية ويجعل هذه الإجراءات الأمنية أمرا لا بد منه، إلا أن "كل شي زاد عن حدو نقص"، فأهالي الضاحية  الجنوبية ربما يتفهمون أن ما يفعله الشباب من الأمن الذاتي يعود لمصلحتهم إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا ما نفع كثرة السلاح داخل الخيم الحسينية؟

أحد المشاركين في العزاء الحسيني في منطقة المصبغة عند خيمة أمل يجيب "شو هيدا، نحنا منجي لنسمع المجلس مش لنحس حالنا بثكنة عسكرية، ما بيخافوا تطلع شي رصاصة بالغلط وتصيب حدا.. بنكون بمصيبة منصير بمصيبتين".

فمن يدخل إلى خيمة العزاء بغض  النظر عن التفتيش، يتفاجأ بشباب ينقسمون إلى مجموعات، وما يثير السخرية أنهم يعمدون إلى إلتقاط "السلفي" بالسلاح كنوع من استعراض "العضلات".

لكن ما غاب عن فكر الشباب أن إبراز القوة هو عمل غير مناسب داخل خيمة عاشورائية أو حول مكان يتواجد فيه أطفال حيث أن "ساعة الشيطان" لا يعلم بها، ولو كان هذا السلاح لحفظ الأمن فهل داخل الخيمة يتواجد الإرهابيون أم القاصدون للمجالس الحسينية؟

وفي حين أن جمهور الحركة يعارض وينتقد هذا الأسلوب من الأمن الذاتي إلا أن الأمر الوحيد المؤكد هو ان "ضعف التنظيم وقلة المسؤولية المتعلقة بأرواح الناس" قد تدفع إلى البلية

لذا كان من واجب موقعنا نقل هذه الصورة ليس رغبة في الإنتقاد إنما من أحب قوما كان له خير ناصح.