السادية والعنف ، مفاهيم هي نفسها سواء مورست على الإنسان أم حتى على الحيوان ، والتعذيب والتنكيل غير جائز مهما كانت المبررات والدواعي ...

في اليومين الماضيين قامت صفحة Animals Lebanon  بنشر فيديو لكلب يعدم بالسم في صور ، حيث أنه من بعد ما قام به كلب متوحش من هجوم على عدد كبير من المواطنين اتخذ القرار بقتل كل الكلاب الشاردة ، إلا أنّ هذا الأمر أبعد ما يكون عن الإنسانية ، وهذا القرار وحشي كما ذلك الكلب ..

فإن تعرضت المدينة لأذى من كلب "هائج" ، لا يكمن الحل بإبادة جميع الفصيلة ، ولا بالتفنن في أساليب الإعدام وكأننا دواعش من نوع آخر ..

فالقتل بوسيلة السم وما يترتب عليه من تخبط وحالة مأساوية يعيشها الحيوان حتى يموت ، هي صورة جسدها الفيديو ، وهذا ما لا تقبله إنسانية على وجه الأرض.

 

لن أتحدث بالقوانين وبحقوق الحيوان ولن أقارب الأمر من باب المواثيق ، لأن في لبنان ببساطة لا حقوق للإنسان ، ولأن في بلدنا لا قوانين تطبق  على البشر حتى نبحث عن تلك التي تعنى بالحيوانات والحجر !

إلا أنّ هناك ما يسمى بالإنسانية أو حتى بعضٍ منها ، فما شهدناه من موت بطيء مؤلم ليس إلا انعكاس لإرهاب سيطر علينا وتطبَع بتصرفاتنا وسلوكياتنا ، فعند متابعتي لتلك اللحظات التي يفتك بها السم بالكلب ، تساءلت عن الرحمة ، وعن رصاصتها ، وفوجئت بأولئك الذي يشاهدونها ويصورونها ، وكم تمنيت في لحظة أن أسمع طلقة مسدس تنهي المعاناة ...

ولكن المخرج أراد لفيلمه أن يظهر كما هو ، فالحوار الذي تمّ أثناء التصوير وما ظهر من تعاطف ، لو كان حقيقي لما قوي أصحابه على متابعة التصوير ، وللجأوا إلى إنهاء المعاناة بدلاً من التلذذ في توثيقها !

 

كما وأنّه وحسب ما أشيع من المعلومات ، فإن الكلب المدرب هو "كلب مدرب على الشراسة" وأنّ هناك في الجوار مزارع غير قانونية لتربية هكذا كلاب ، وإن كان هناك من عدالة حقاً يجب إعدام  كل من يقف وراء هذه الكارثة الإنسانية والحيوانية ، بذات الأسلوب الذي تم التعامل به مع الكلاب .

ولكن من ننادي ، وإلى أين نوصل الصوت ؟!

فدولة النفايات أمس ، ودولة الكلاب الشاردة اليوم .... لا خير منها لوطن حتى يكون هنا للإنسان والحيوان !