مع مبادرة الحريري لإنتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ، سقط الإتفاق المسيحي الرباعي والذي تمّ برعاية بكركي ، فهذا الإتفاق والذي نصّ إثر اجتماع بكركي على عدم وضع فيتو على المرشح الذي يحظى بتوافق وطني ، بل وعلى دعمه ، لم يدخل حيز التنفيذ مع طرح زعيم المستقبل لإسم سليمان فرنجية كمرشح توافقي .

وفي حين أنّ مطامع بعبدا أكبر من إتفاقات بكركي لا سيما عند الثنائي المتمسك بالرئاسة "جعجع - عون " ، نجد أنّ الأثنين قد تملصّا من فكرة تبني ترشيح فرنجية دون رفضها (علنياً) مع التأكيد على استمرارهم في الترشّح ، وعدم التنازل لمشروع التسوية .

إلا أنّه وعلى مستوى دعم الحلفاء يظهر زعيم القوات سمير جعجع بأنّه الأقل حظّاً بل لا نبالغ بالقول أنّ لا فرص له بالرئاسة ، فبتخلي الحليف السني عنه ، انحصرت المعركة بين عون الذي ما زال مدعوماً بحليفه حزب الله وهذا ما أشار إليه سجعان قزي حينما هنّأ الجنرال بحليفه الوفي في إشارة مبطنة لغدر المستقبل بالحكيم .

ومع تأكيد حزب الله على استمرار دعمه لتشريح زعيم التيار الوطني الحر إلا في حالة واحدة وهي انسحاب الجنرال من معركة الرئاسة لصالح فرنجية .

في هذه الحالة جعجع أمام خيارين أحلاهما مرّ ، أو الخضوع للملف الرئاسي الذي تمّ الإجماع عليه ملتزماً بالتالي ببكركي ، أو الإلتفاف ضد المستقبل وسحب ترشيحه لصالح حليف النوايا ...

وفي كلتا الحالتين ومهما كان خيار كل من جعجع وعون وحتى فرنجية والجميل ، نجد أنّ الساحة المسيحية السياسية والتي أعلنت في الشهور السابقة عن توحّدها لأجل حماية المنصب المسيحي الماروني والذي هو رئاسة الجمهورية ، قد أضمرت غير ما أظهرت من شعارات جذبت بها مسيحيي لبنان بشكل خاص وشعبه بشكل عام ، ليتمظهر لنا أنّ كل طائفة منهم كانت مع الإتفاق المسيحي طالما يحمي مصالحها ، وحينما أتى "الإسم" الذي يحمي الوطن لا المصلحة الخاصة في الرابية أو معراب ، ظهرت الإعتراضات وسقطت التحالفات التي رعتها بكركي و بالتالي انتهى ما يسمى بوحدة الصف الماروني ..