قصفت مقاتلات روسية حديثة الصنع من طراز سوخو 34 مواقع للدولة الإسلامية (داعش) في سوريا في الأسبوع الماضي، ممّا استتبع مواقف مختلفة إقليمياً ودولياً .

بطبيعة الحال إيران ترحّب بهذ الضربات التي من شأنها إحداث تغيير نوعي في موازين القوى ليس في سوريا فحسب ، بل في المنطقة لصالح إيران ومحور المقاومة ، ويبدو أنّ زيارة الجنرال قاسم سليماني الأخيرة قبل شهر لروسيا لم تكن بعيدة عن ما يجري الآن في الأراضي السورية .

فإنّ ما يتصل بمهام سليماني لم يكن موضوع صفقة منظومة الصواريخ إس 300 كما روّج له الإعلام وقتها ، إذ إنّ موضوع الصواريخ يتصل مباشرة بحكومة الرئيس روحاني و وزارة الدفاع بالتحديد، وليس بالحرس الثوري ولا بقائد فيلق القدس قاسم سليماني .

وقد أعلن سليماني في وقت سابق بأنّ هناك مفاجآت كبيرة ستحصل في الأراضي السورية ولكن أيّ من تلك المفاجآت لم تحصل حتى الأسبوع الماضي عند ما قصفت مقاتلات روسية مواقع داعش .

وتزامناً مع توجيه تلك الضربات الجوية ، أعلنت مواقع إيرانية عن سحب إيران شكواها ضد روسيا التي أفضت إلى الحكم على روسيا من قبل محكمة لاهاي الدولية بدفع أربع ميليارات دولار غرامة على نقضها الصفقة ، ممّا يوحي بتضامن إيراني روسي وبالتالي رضى إيران عن تدخل روسيا المباشر في الحرب السورية .

وفي شأن متصل أفادت مصادر مقرّبة من إيران ، بأنّ الحرس الثوري يتجه إلى المزيد من التواجد العكسري البري في سوريا لمكافحة داعش وجبهة النصرة في تنسيق مع التواجد الروسي العسكري الجوي.

يأتي هذا التنسيق بعد تكبد القوات الإيرانية خسائر كبيرة في إدلب ومناطق أخرى حيث يتواجدون فيها لتقديم توجيهات عسكرية حسبهم ، ممّا يتطلب استخدام المجال الجوي لضرب المعارضة العسكرية، وعدم الاكتفاء بالمواجهة البرية.

وعلى أيّ حال يبدو أنّ التدخل العسكري الروسي المرحب إيرانياً والمنسق معها ، أولى ثمار تخلي الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط ، وبداية لمرحلة جديدة في موازين القوى بين النظام والمعارضة ، والدليل على ذلك اكتفاء وزير الدفاع الأمريكي كارتر آشتون بأن تلك الضربات لم تكن مصيبة في استهداف تنظيم داعش الإرهابي ، ممّا يعني بأنّه مرحب بها ، بحال الإصابة فضلاً عن أن الخطأ في إصابة الأهداف مبرر أمريكياً، إذ أنها تبرر جميع المجازر التي ارتكبتها في أفغانستان أو العراق أو يرتكبها قوات التحالف في اليمن بقصف المدنيين ، بأنها لم تكن مقصودة وليست متعمدة .

فالروس يجيدون التعلم من نظرائهم الأمريكيين .