تنُصف أوساط يسارية بعض الشيوعيين المبدئيين ممن لم تلهيهم تجارة أو بيع عن ذكر الطبقة العاملة التي يستند إليها الماركسيون في صراعهم الطبقي مع التاريخ البرجوازي وتعتبر أنّ في الحزب الشيوعي أشخاص جديرون بالثقة وهم خارج حلبة القيادة المملوكة من قبل خالد حدادة وشركاء له في الاستفادة من" تموقع " الحزب داخل كيانات طائفية .

وتعتبر أن حنّا غريب وآخرين منه ومعه واحد من المناضلين الفعليين في ورش الحركة المطلبية وإن تعثر في أكثر من طريق نتيجة لقصور في نظر وللإستخفاف في قوى أقوى من تظاهرات مطالب المعلمين وتُبرّر وجوده في ساحة وسط بيروت إلى جانب المطلبيين الجُدد من اليسارية الشبابية التي تخوض أولى معاركها مع سلطة النظام الطائفي وتُعارض وجود مشبوهين يساريين في إطار الصورة المشهدية للحراك الوطني الإستثنائي منذ قيام اتفاق الطائف .

ترى هذه الأوساط أن في توسط حدادة ونجاح  وآخرين من المرتبطين بعلاقات مخابراتية كانت ممتازة مع السوريين ومن الفاشلين السياسيين الذين امتهنوا التجارة السياسية لصالح الكسب الشخصي مسألة تستدعي اعادة النظر في طبيعة الحراك لتصحيح مساره كيّ لا يتم جرفه ببساطة وبواسطة عملاء الطبقة السياسية من خلال الحضور الطوعي في الساحة المباشرة للإعتراض على الفساد والعمل على صياغة مشروع عملي والخروج من منطق الإرتجال العفوي وإيجاد ماكنة منسجمة مع بعضها البعض من قبل الناشطين الشبابيين ممثلة لكل الاتجاهات دون استثناء لتفعيل الحركة التي يراد إجهاضها من قبل شيوعية خبيثة وأخرى طفولية لم تشرب بعد من حليب التجربة اللبنانية .

في الإستنتاج الأولي لتجربة الحراك الوطني ترى هذه الأوساط اليسارية المخضرمة أن صعوبة المواجهة مع حيتان النظام الطائفي تستدعي تحييد ما يسيء للحركة المطلبية نظرياً وعملياً وعلى الشيوعيين القياديين الخروج من لعبة الصراع داخل الحراك الوطني وعدم تصفية حساباتهم داخل الوسط الشبابي والتراجع إلى أماكنهم لأن المعركة بحجم وطن وقيام دولة خدمات وليست استثماراً في موقع أمانة عامة تمنح أمينها مكتسبات الصمت السياسي عن قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية هي من دواعي وضرورة وجود حزب شيوعي يعبر عن مصالح طبقة مسحوقة في لحظة تاريخية سانحة لليسارية الحزبية أن تلعب دورها الريادي والطليعي بعد أن نامت نوم أهل الكهف والرقيم بسبب نقل النضال من الثورة إلى بناء الثروة.