ما إن بدأ الحراك الشعبي ، ونزلت الناس إلى الشارع في أبهى صورة تجلت بـ 29 آب ، هذا الحراك  الطبيعي الذي تأخرّ لعقود في وجه طبقة سياسية أكل عليها الدهر وشرب ، حتى انبرى لمواجهتهم ليس أصحاب المشروع الاقليمي، ولا أصحاب فكرة اعتبار لبنان مجرد ساحة لخدمة المشروع الإيراني ،

وإنّما تفاجأ كثيرون وأنا منهم أنّ مهمة تصويب السهام السامة على قلب هذا الحراك بكل تفرعاته جاءت من ناحية أصحاب فكرة العبور الى الدولة  " من غير شر " !!

فإذا كان مفهوماً بأنّ 8 اذار وفي مقدمهم حزب الله يعتبرون أن أيّ حراك يعمل على محاولة وضع الدولة على السكة الصحيحة هو بمثابة نسف لمشروعهم الإيديلوجي المفروض على اللبنانيين بطريقة يصفها البعض بالحقيرة ، إلا أنّه من غير المفهوم أن تعتبر 14 آذار أنّ التوجه الحقيقي للسلوك نحو الدولة هو بمثابة الخطر المحدق على مصالحهم وصفقاتهم وسرقاتهم ، ممّا يعني بما لا مجال معه للشك بأنّ هذا الحراك اليوم قد فضح الوجه الحقيقي لهذه الجماعة ، وعرّى زيف شعاراتها لتظهر على حقيقتها الأكثر حقارة .