لا شك بأن تيّار ميشال عون تحوّل إلى تيّار طائفي أو أنّه من الأساس قد وُلد من رحم الطائفية وتغنى بالوطنية تماهياً مع ضرورات المرحلة السياسية لجذب مؤيدين من خارج الحسابات المسيحية والمارونية تحديداً ولتأكيد فرنسيته المثقلة بهواجس لبنانية متصلة بالنظام الطائفي الذي تتحاصصه طبقة زعماء الطوائف في لبنان .

منذ وصوله من الغربة والهجرة الجميلة في باريس والجنرال يسعى وراء الرئاسة المستحيلة وبطرق ملتوية ومتعددة ولم يتحقق حلمه لا من قريب ولا من ببعيد وبقيَ شعوره الرئاسي يقظاً ولم يغفُ للحظة منتظراً الفرصة تلوَ الفرصة إلى أن وصل الى الطريق المسدود فقام بإستعراض عضلاته في الشارع فلم يفلح لا في الضغط ولا في ليّ ذراع حلفائه قبل أعدائه خاصة وأنّ العمر يجري ولم تعد عقارب ساعاته تتحرك لصالح الجنرال لهذا قام أمس بحشد جديد في ساحة الشهداء مستعيناً بمناصرة حزب الله له لشدّ عصبه الطائفي باعتبار أنّ الجنرال يقف في ساحة وطنية لكن بحسابات طائفية بل وشخصية تناسب ضرورة إلهاء اللبنانيين بنزاعات داخلية تسهيلاّ " لمأموريات" خارجية تحتاج إلى فوضى لبنانية مضبوطة كي يبقى اللبنانيّون في حراك متعدد الدوافع تماماً كما هو حاصل اليوم في ساحات بيروت .

لقد أعلن تيار عون موقفه الرافض لتعطيل استحقاق الرئاسة من قبل تيّار الحريري وعن منع المسقبل من وصول عون الى قصر الرئاسة واتهم الطائفية الحريرية بخراب البلاد والعباد وهذا ما شحن النفوس الطائفية لدى سُنيين بدو منزعجين من الحريرية السياسية نتيجة لدعسات سياسية ناقصة وأعادهم عون مجدداً إلى كنف الحريرية وهذا ما يحتاجه تيّار المستقبل الذي يعاني من متاعب مالية وطائفية وسياسية ومن تخبطات داخلية نتيجة لتصرفات حكومة لم تكن على مستوى المسؤولية المطلوبة بعد أن ذهب وزراء التيّار وراء حسابات شخصانية لا وفق معايير طائفية أو وطنية .

ما فعله عون كان لمصلحة سعد ولم يعد  خائفاً في هذه المرحلة من حشد قوته في الشارع الطائفي وستكون المناسبة المنتهزة من قبل الحريري لحظة مناسبة للاستغلال السياسي في مشهد عام يحاول فيه جهابذة الطوائف تأكيد حجم تمثيلهم الطائفي على خشبة الوطن .

لقد فعلها الرئيس بري وتبعه الجنرال وسيوافيهما سمير القوات من ضمن قوتين طائفيتين ثابتتين هما حزب الله الشيعي وحزب التقدم الاشتراكي الدرزي وسيختمها المستقبل لتكتمل تمثلية التمثيل الطائفي لطبقة تتلون مثل الحرباء في السلطة وفي المعارضة بحسب ما تقتضي مصالحها .