أقرت لجنة الشؤون الحقوقية والثقافية في البرلمان الإيراني بندين لقانون عقوبة غير الملتزمات باللباس الشرعي في المباني الحكومية والسيارات، ويقر البند الأول بفرض العقوبة على الموظفات في الدوائر الحكومية وهي عبارة عن تخفيف رواتبهن والإنذار الشفوي وتسجيل الإنذار في ملفهن بحال عدم مراعاتهن اللباس الشرعي. والبند الثاني يقر بفرض عقوبات مالية على سائقين يحملون في سياراتهم غير المحجبات، حيث إنهم مسؤولون عن ما يجري داخل سياراتهم من مخالفات للقانون.

هذا و الشريعة الإسلامية وفق الشيعة والسنة وبقية الفرق الإسلامية لم تقر بعقوبة مالية على غير المحجبات وغير الملتزمات باللباس الشرعي كما لم تفرض عقوبة على من لا يلتزم بالصلاة بالرغم من أن الصلاة تُعتبر واجباً شرعياً بإجماع من المسلمين.

وما شهدناه من قبل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، في عقوبة غير المنقبات، يُعتبر بدعة من تلك الجماعات المتوحشة. فضلاً عن أنّ النظام الإيراني لمدة مايقرب على أربعة عقود من عمره لم يبادر بفرض العقوبة على غير المحجبات، فماذا حدا ممّا بدا؟

يبدو أنّ معارضي حكومة الرئيس روحاني خاصة في البرلمان، لا يألون جهداً في تيئيس الشعب من الرئيس المعتدل المنفتح الذي لا يختزل إنسانية المرأة في قطعة من القماش المعلق برأسها.

يحاول المعارضون أن يُظهروا للشعب بأنهم سيفقدون تلك الحريات التي كانوا يتمتعون بها في عهد الرئيس أحمدي نجاد.

ففي نفس الوقت الذي نرى الرئيس روحاني يعمل من أجل تحرير الإقتصاد الإيراني من قيود العقوبات ويكشف الحجم الهائل من الفساد المالي الذي ارتكبه مقربو الرئيس السابق أحمدي نجاد، يعمل المتشددون من أجل فرض قيود جديدة على شرائح من المجتمع الإيراني، لصرف الأنظار عن ملفات الفساد التي تصل إلى مئات مليارات الدولار .

البرلمان المتشكل من أكثرية محافظة متشددة لم يفرض أي رقابة على فريق أحمدي نجاد عند ما كان مشغولاً بنهب ثروات الشعب، وهاهو الآن يفرض عقوبات على نساء لا يكترثن كثيراً بلباسهن وفق المعايير الشرعية!

وهذه أولويات الفكر الداعشي الشيعي في إيران يعتبر أنه يخدم الله بالتضييق على المواطنين العاديين، ولا يهمه خدمة الشعب عبر الحرص على مصالحه، رغم أن الحقيقة هي أنهم لا يقصدون من وراء تلك القوانين وفرض تلك العقوبات، تطبيق الشريعة، إذ إن الشريعة ليست وليدة اليوم، بل لأنهم ليس لديهم شيء يقدمونه للإعلان عن حياتهم.

ولكن ليس كل ما يتمنون يدركونه ، فالشعب الإيراني واع ويعرف الخبيث من الطيب ولن يعود إلى الوراء.

 

فإنّ النظام الملكي البهلوي حاول فرض السفور على النساء ولم ينجح وكذلك فرض الحجاب ولم ولن ينجح إذ أنّه يمثل وصاية عليهن كما يتجاهل أرادة الكائن البشري.