فتح الفرنسيون شهية الإيرانيين في لبنان لتأكيد مصداقية التزامهم بالإتفاق النووي وملحقاته المتعلقة بحروب المنطقة وضرورة تعامل إيران المرن لتسهيل تسويات مطلوبة لوضع حدّ لأزمات وحروب المنطقة .

حدد هولاند لبنان كساحة أختبار للسياسة الإيرانية في دفعها الأمور المعقدة في الإنتخابات الرئاسية إلى نهاية سعيدة لذلك ثمّة محاولة هادئة للدبلوماسية الإيرانية لتليّن مواقف 8 آذار من مسألة انتخاب رئيس غير حربجي ومتفهم لخصوصية التوازنات للحفاظ على خط وسطي ممحي بعد أن تمّ رسم خطوط سياسية بلونين أساسيين وهما الأصفر والأزرق .

إلاّ أن ايران المرتاحة في لبنان حتى اللحظة على خلاف يبقي تواجدها الأمني في دول أخرى تسعى إلى طمأنة نفسها قبل غيرها في إبقاء لبنان متفهماً لخصوصيتها السورية كيّ لا تحدث النفس الأمارة بالسوء السياسي لحزب 14 آذار بإشتراط خروج حزب الله من سوريا لتكبير حجم المبادرة الإيرانية وعدم إختصارها على إيصال رئيس لقصر بعبدا فقط .

ثمّة من يرجح نجاح الدبلوماسية الإيرانية في لبنان لتحسين صورة الإتفاق مع الدول ال5+1 رغم أنّ ملاحة إيران الدبلوماسية فاشلة لعدم تأثيرها على حلفائها الذين يستمعون باهتمام بالغ إلى رؤية الحرس الثوري الخبير في شؤون لبنان والمنطقة .

لذا يبدو أنّ ظريف سيكون طريفاً في لبنان بإعتماد سياسته الهادئة مع أخصام حلفائه والإستماع إليهم إيهاماً لهم أنّ إيران مستعدة للضغط على حلفائها لإعطاء فرص سياسية نادرة تهبّ على لبنان مع كل انفتاح ايراني ملغوم .

قد تسهم إيران اذا ما طلبت منها واشنطن في حلّ مشكلة الرئاسة في لبنان ودون ذلك لن تتحرك إيران خطوة جادة في هذا المجال لأنّها تريد أن تبقي سقف اتفاقها مع الإدارة الأمريكية ولن تتنازل لصالح دعوات أوروبية وفرنسية تحديداً .

المهم في حركة وزير خارجية ايران هو تجاوب حزب الله مع المنطق الإيراني الجديد وتسليمه بالإتفاق الملزم له في كثير من العناوين وضرورة تعاطيه المباشر مع الخارجية الإيرانية التي سيكون لها الشأن والدور الأكبر على حساب دور الحرس وتأثيراته وبذلك ستشهد إيران بداية صعود للعقل الإصلاحي إلى مواقع قيادية كانت وإلى ما قبل الاتفاق مقفلة بقفل المحافظين .