اعلن رئيس الهيئة التنفيذية "القوات اللبنانية" سمير جعجع خلال احتفال تسليم بطاقات الانتساب في البقاع لكوادر القوات : "إذا كانت الحراسات الليلية في بلداتكم تشعركم بالطمأنينة والأمان فنحن من المؤيدين، ولكن شرط أن يحصل هذا الأمر بإشراف الجيش اللبناني وحده، وتحت أعين الدولة اللبنانية، لا أن يكون لصالح جهات حزبية كانت بالأساس السبب في استجلاب الحرب السورية الى أبواب لبنان، وإيقاعكم في الأخطار التي تتحسبون ونتحسب لها اليوم.

فإننا في هذا الإطار ندعو إلى إنشاء لواء من أنصار الجيش اللبناني، يتألف من أبناء القرى الحدودية في البقاع الراغبين في حراسة قراهم وبلداتهم، ويعمل تحت إشراف قيادة الجيش مباشرة". هذه المواقف التي اطلقها جعجع تشكل مقاربة جديدة من قبل القوات اللبنانية في مقاربة الاوضاع الامنية في لبنان وكيفية مواجهة المخاطر على الامن اللبناني من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة في جرود عرسال وعلى الحدود اللبنانية – السورية.

وبغض النظر عن الاختلاف بين جعجع والقوات اللبنانية من جهة وبعض القوى السياسية والحزبية وفي مقدمها حزب الله حول كيفية مقاربة الازمة السورية والاسباب التي ادت الى نشوء المخاطر على الوضع اللبناني ، فان ما طرحه جعجع يشكل خطوة متطورة في مقاربة موضوع حماية المناطق اللبنانية، مع الاشارة انه حسب المعلومات المؤكدة من مصادر مطلعة في القوات اللبنانية في مناطق شمال البقاع ولا سيما في بلدة القاع ومحيطها ، فان شباب القوات وعناصرها يقومون منذ فترة طويلة بعمليات الحراسة لبلداتهم وبالتعاون والتنسيق مع حزب الله وما يسمى سرايا المقاومة.

لكن العنصر الجديد في مواقف جعجع تتمثل بالدعوة لتشكيل ما اسماه " لواء انصار الجيش اللبناني" لحماية الحدود والقرى اللبنانية وان يكون باشرف الجيش ويرتبط بقيادته مباشرة، وهذا المشروع يستحق البحث والحوار بين كل الاطراف اللبنانية ولاسيما لدى قوى 14 اذار وكذلك من قبل قيادة الجيش والحكومة اللبنانية ووزارة الدفاع، وبغض النظر اذا كان البعض سيعتبر هذا المشروع شبيه بفكرة الحشد الشعبي او الحرس الوطني في العراق او في دول اخرى، فان ما طرحه جعجع يعتبر مشروعا عمليا وهو يساهم في حل العديد من الاشكالات التي يواجهها لبنان حاليا، واذا نجح هذا المشروع في البقاع فيمكن نقله الى مناطق اخرى في الجنوب والشمال ومناطق شبعا والعرقوب ، وكذلك فان هذا الاقتراح قد يساعد مستقبلا في تقديم رؤية جديدة لموضوع الاستراتيجية الدفاعية وكيفية دمج المقاومة الاسلامية في اطار الجيش اللبناني.

ان ما طرحه الدكتور سمير جعجع حول حماية القرى اللبنانية في البقاع موضوع مهم وحساس وهو يمكن ان يضم الى ملف الحوار الذي دعا اليه في يوم القدس امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله ، فلعل الايام المقبلة تحمل ايضا افكارا جديدة جديرة بالحوار والنقاش لحل الازمة السياسية والامنية في لبنان مع وصول تباشير الحلول من فيينا حول الملف النووي الايراني فيكون عيد الفطر بشارة خير للبنان والمنطقة والعالم.