تحتفل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه الايام في الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران وعودة الامام الخميني رحمه الله الى ايران وخلال الخمسة واربعين سنة الماضية حققت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكثير من الإنجازات العلمية والثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والتنموية وتصدت للكثير من المؤامرات والتحديات وخصوصا الحرب التي شنها صدام حسين على ايران عام 1980واستمرت ثماني سنوات وكذلك المؤامرات الداخلية ومحاولة اثارة الفتن القومية والمذهبية داخليا وخارجيا وكذلك الصراعات السياسية التي واجهتها والحصار الاميركي والغربي والحملات الاعلامية ، والهجمات الاميركية العسكرية ومنها الهجوم على طبس واسقاط الطائرة المدنية والاغتيالات التي تعرضت لها قيادات الجمهورية الإسلامية الفكرية والسياسية والعلمية والحرب المتعددة الابعاد من العدو الصهيوني.
ورغم كل ذلك حافظت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وحدتها وعلى نظامها وطورت كل انظمتها الاقتصادية والفكرية والعلمية وواجهت مختلف التحديات وقدمت كافة اشكال الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته وكذلك للشعب اللبناني ومقاومته وسوريا والشعب اليمني وللشعب البوسني والشعب العراقي  ولكثير من دول اميركا اللاتينية وفي افريقيا وكذلك للرئيس التركي رجب طيب اردوغان في مواجهة الانقلاب عام 2015واصبحت اليوم عضوا في منظمة شنغهاي ومنظمة بريكس واستعادت علاقاتها مع المملكة العربية السعودية والعديد من الدول وهي تعيد ترتيب علاقاتها مع مصر .
وحملت مشروع الوحدة الإسلامية وقدم الامام الخامنئي مشروعا جديدا للفكر الإسلامي والعالم تحت عنوان : الخطوة الثانية وهو يستحق الحوار والنقاش اليوم في ظل ما يواجهه العالم من تحديات ولاسيما بعد الحرب الروسية الاوكرانية وكذلك معركة طوفان الاقصى.
لكن رغم كل هذه الإنجازات لا تزال الجمهورية الإسلامية الإيرانية تواجه الكثير من التحديات الداخلية والخارجية سواء على الصعيد الاقتصادي او الاجتماعي او الاعلامي او الفكري ولذا لا بد من متابعة النقاش والحوار حول كافة التحديات والتعاون مع المفكرين من العالم العربي والإسلامي وكل العالم لتقديم النموذج الحضاري الإسلامي البديل للعالم وكذلك تعزيز التكامل الإقليمي ولا سيما مع تركيا والدول العربية .
وعلى الصعيد الاعلامي لا بد من تطوير وسائل الاعلام ومواجهة الحرب السيبرانية والتكنولوجية وكذلك تقديم رؤية جديدة لقضايا الاسرة وحقوق الإنسان انطلاقا من القيم الاسلامية والدينية .
كما انه لا بد من التوفيق بين نظرية ولاية الفقيه التي تتبناها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والواقع الدولي وظروف الدول والاوطان بحيث لا تفسر بانها تريد اقامة مشاريع مذهبية على حساب الاوطان والدول واحترام خصوصية كل دولة واستقرارها .
واليوم بعد مرور خمسة واربعين عاما على انتصار الثورة الإسلامية في إيران واقفال السفارة الإسرائيلية في طهران واستقبال ابو عمار وقيادة الثورة الفلسطينية في طهران والدعوة لاحياء يوم القدس العالمي هاهو شعار الامام الخميني: اليوم ايران وغدا فلسطين يتحقق من خلال المعركة الكبرى في فلسطين وعلى امل ان ينتصر الشعب الفلسطيني على الإحتلال الإسرائيلي واميركا وتتحق امنياته بدولة فلسطينية واحدة ومستقلة .
الف مبروك للذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية في إيران والى المزيد من الخطوات لتحقيق استقلال واستقرار العالم العربي والإسلامي والوصول الى مشروع حضاري عالمي لانقاذ العالم والكون والبشرية من التحديات التي تواجهها وصولا الى يوم ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وانتشار العدل في العالم كله وخصوصا اننا نحتفل هذه الايام في ذكرى المبعث النبوي والاسراء والمعراج .
وكل عام وانتم بخير.