حاجة البيت الأبيض إلى تحقيق إنجاز يمكن إستشماره في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، دفعتها بالتنازل عن مواقفها المتشددة السابقة تجاه الملف النووي الإيراني، وخلافاً لما هو المتوقع والمعروف، تبحث الإدارة الأميركية عن ذرائع وحجج للتوقيع على الإتفاقية وليس العكس.

يرى الأميركيون بأنّ إخفاق المفاوضات النووية مع إيران ، ستؤدي إلى إنهيار العقوبات أولاً حيث لم يعد مفعولاً لها في ظلّ عدم إلتزام حلفائهم الأوروبيين بفرضها وهذا هو ما يتوقع منهم بحال إخفاق المفاوضات، لأنهم يعتبرون ويصدقون بأن إيران أبدت إستعداداً واضحاً للوصول إلى التوافق، وأثبتت إلتزامها بجميع تفاهماتها مع الدول الست زائداً واحداً، ولا يرى الأوروبيون داعياً لإتباع مواقف الكنغرس الأميركي المتشددة، التي يطبخها نواب متطرفون.

ثانياً يتوقع الأميركيون ومعهم حلفاؤهم بأنّ إخفاق المفاوضات النووية، سيؤدي إلى تفاقم الأزمة ويعطي مبرراً لإيران، للخروج عن أيّ مراقبة دولية على منشأتها وأنشطتها النووية، ودفعها إلى القيام بأنشطة لا يحمد عقباها ، لأنّ فتوى المرشد الأعلى آية الله خامنئي بتحريم صنع القنبلة النووية، ستفقد مفعولها بحدوث أي طارئ غير مرغوب فيه .

 فعلى سبيل المثال لو يقوم الكيان الصهيوني بقصف المنشأت النووية الإيرانية، كما فعلت مع العراق وسوريا، لن تبقى إيران في موقف المتفرج أمام كيان يملك المئأت من القنابل النووية، والرأي العام الإيراني لن يتنازل عن مطلب إنتاج القنبلة النووية، كضرورة شرعية وشعبية، للرد على أعداء الشعب.

إنّ المعلومات التي حصل عليها موقع لبنان الجديد، تفيد بأنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تراهن على المفاوضات النووية، وحصول توافق مع الطرف الآخر، ولكنها وضعت جميع الخيارات على الطاولة، وتستعد لأيّ طارئ بحال إخفاق المفاوضات.

ولكن يبدو من خلال قرائن عدة، أنّ الطرفين سوف يختمان المفاوضات بتحقيق الإتفاقية، منها تنازل وزير الخارجية الأميركي عن متابعة ما سلف من إيران، من الأنشطة النووية المريبة وتركيزه على المستقبل، بالرغم من أنه وقبل شهرين أكّد في حواره مع قناة pbsبأنّ على إيران أن تعترف بإرتكابها أنشطة نووية عسكرية كجزء من التوافق الشامل.

إيران تؤكد على التزامن بين تنفيذ الإتفاقية من قبل إيران وإزالة العقوبات، وأبدت إيران صمودها على هذا الشرط، مما دفع الطرف الآخر بالتمهيد من أجل تحقيق هذا الشرط، عبر إلغاء شرط تأكد المنظمة الدولية للطاقة الذرية من سلمية أنشطة إيران النووية، لإزالة العقوبات.

وهكذا تحاول الإدارة الأميركية تذليل العقبات لإزالة العقوبات ضد إيران، بعد تنازلها عن موضوع أنشطة إيران السابقة الذي كان يشكل أكثر المواضيع تعقيداً في المفاوضات وفق اينهووين عضو الفريق الأميركي للمفاوضات النووية حتى 2013.

يبدو أن الحصول على التوافق وشيك جداً وجميع الأنظار متجهة صوب المستقبل بعد غضها عن الماضي.