كما أنّه ليس من المهم أن تلعن الظلام ، أو تقرعه و تصرخ في وجهه أو أن تكتب مقالاً تفضح مساوئه وتخبر عن موبقات هذا الظلام  لتعبّر عن مدى إستيائك منه، وكم أنت رافضاً له ومستنكراً مستاءً منزعجاً مفجوعاً ،  فكلّ هذه الحالات بالرغم من عظمتها وأهميتها فإنّها تكاد لا تساوي شيئاً مذكوراً أمام إقدامك على إشعال شمعة تبدد بها كل ما هو ظلام بأقل عناءٍ ممكن .

وهكذا بالنسبة للفتنة التي هي أبشع أنواع الظلام ، فلا يكفي أن تلعنها أو تلعن من أيقظها .. وحتى لا تتحول إلى شريك فيها لمجرد سكوتك أو الاكتفاء بنكرانها اللفظي في حين أنّ المطلوب  في مثل هذه الحال هو أن تكون كما علي بن أبي طالب : " كن في الفتنة كإبن اللبون لا ظهر فيركب، ولا ضرع فيحلب " .

واللبون هو صغير الناقة الذي لا يدر الحليب ، ولا يستغلّ للركوب على ظهره ، وحتى نكون أنت وأنا ونحن  كإبن اللبون هذا  فلا نغذي الفتنة ولا نستعمل في أوارها،  فإنّ واحدة من مصاديق هذه الرغبة هي الحضور غداً إلى ساحة رياض الصلح لنقول جميعاً بصوت واحد : لا للفتنة .