من دور الشاذ جنسيّاً في مُسلسل لا يُملّ "المٌفكهن" إلى هيدا حكي في برنامج منافس جنسيّاً لا سياسيًاً لبرامج اعتادت توظيف الجنس في الأعداد لكسب جمهور يصفق لصور الثياب الداخلية لفنانات الإستعراض الجسدي .

حقيقة لا أعرف كيف أعاين برنامج أو أعمال باتت مسيطرة على الشاشات اللبنانيّة من قبل مجموعة معدين ومُقدمين يتفنون في إبراز اللغة والصورة الجنسية للمرأة ويستحضرون أدوات الإثارة الجنسية بطريقة سافرة وساخرة من كل رقابة وقيمة أخلاقية .

نحن من المؤمنين بالحرية وبالعمل الاعلامي المفتوح على المسائل الإشكالية من السياسة الى الجنس رغم أن لا فرق بينهما في لبنان ولكن أن يُبتذل الجسد ويُستعرض بطريقة مُهينة ومُشينة وأن يستخدم المُقدمون المعتدون على الإعلام كثافة من البذاءة اللفظية وبطريقة "تنكيتية" ويتصورون أنفسهم أنهم يقدمون جميلاَ من أعمال النقد اللاذع لمجتمع تستهلكه السياسة والجنس وبطرق مجنونة .

في حلقة البارحة عرض عادل كرم صور مؤخرات نساء يلامسن بعضهن البعض لجمهور داخلي من المراهقين الذين إختصر دورهم على الصفيق والضحك لحركات عادل كرم  السخيفة ولإنفعالاته المُعقبة على الصور بألفاظ تناسب صور العُريّ .

لا أعرف ما هي الحكمة أو المنفعة العلمية أو العملية من هذا الإستعراض للعري ؟

أعتقد أن أفلام البورنو مباحة في المجلات والشاشات ولم تعد هناك رقابة لا من ربّ البيت ولا من ربّ السلطة ويستطيع من يهوى ذلك الإستمتاع بذلك ودون حسيب أو رقيب  ، ولكن فرض الإباحة الجنسيّة من خلال برامج ترفيهية وفنيّة هو تعديّ واضح على المجتمع اللبناني الذي يحتاج إلى مزيد من التدابير لصيانة نفسه من الفساد المُستشري فيه .

إنّ هذه البرامج قد توازي في خطورتها الممنوعات والمحرمات فإذا كان التعاطي والترويج للمخدرات جريمة يعاقب عليها القانون فمن قال بأنّ هذه البرامج ليست أسوأ من الأفيون ؟ ما دامت النتائج ذاتها وهي تدمير مجتمع.

إنّ هذه المحطات التي تروج للجنس كسلعة إنّما تُسيء للحريّة التي تدعيها وتغذي من الحالات الدينية المتطرفة التي تستغل قذرات هذه المحطات لتبرير قيمها الأخلاقية المحافظة والمُغرية لمجتمع خائف من حرية لا تتعدى حدود جسد معروض على خشبة الفن الرخيص والمُبتذل .

حبذا لو يعود عادل كرم من حيث بدأ كإسكتشي خفيف الظل مُساهم في رسم الضحكة الجميلة والمسؤولة على وجوه اللبنانيين .