سؤال يشك بقدرة أحد على إنهاء معركة مستنزفة لقدرات كان من المطلوب إستهلاكها في مكان آخر وهو يستند إلى مقولات المقاتلين أنفسهم من الذين نعوا النصر وأحيوا هزيمة دائمة ومستمرة.

وحدهم جمهور البيت متحمسون للحزب وللحرب وهم حاضرون وجاهزون للسبّ فقط  بإعتباره وسيلة سهلة لا تُكلف قائليها شيئًا على الإطلاق وحبذا لو يكملون حماستهم الزائدة بالذهاب الى قتال مُشرّف لهم بدلاً من رشّ المختلفين معهم برشاشات من البُصاق والشتائم  .

في العودة إلى السؤال ثمّة إجابة متوفرة وغير مفقودة وهي معلنة من دمشق إلى بيروت وما بين العاصمتين من محافظات تسيطر عليها معارضات أكّدت بدورها إستحالة الحلّ العسكري .

اذاً نحن أمام إجابة وحيدة وهي النقطة الوحيدة التي يتقاطع عليها المتقاتلون في سوريا وهذه الإجابة تكبُرُ كل يوم لتصبح أنشودة يغنيها المنشدون للحرب في سوريا دون أن يُدركوا أن هذه الأنشودة وهذا النشيد الحربي مُكلف ويستنزف إمكانيّات وطاقات ماديّة وبشريّة ودون أن تُحدث تغييراً جذريّاً في لعبة تملك ما يمنحها الإستمرار حتى قيام الساعة.

مسبقاً نقول لقد تمّت السيطرة على كامل جرود الحدود اللبنانيّة – السورية وأن هناك قدرة فعلية على تغطية دائمة لحدود تعجز عنها جيوش ولكن ماذا بعد ذلك ؟ هل توقفت الحرب وإنتصر مشروع عودة النظام ؟ هل إنتهى الإرهاب السلفي الوهابي أو أيّ تسمية تريدونها ؟ هل إنتهت المعارضة السورية ؟

ماذا سيفعل اليماني بعد أن أخرجتموه من سرديّات التاريخ ؟وكذلك السُفياني ؟ هل سينتهي دورهما ويعودان الى أماكنهما ليعاد نبش وجودهما الوهمي في مرحلة تاريخية أخرى ؟

أسئلة تعيد استجواب المخيال الشعبي المسؤول عن تكريس ما يوهن العقل لتبرير حروب قد تكون غير مُبررة.