سقوط مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار العراقية بيد تنظيم داعش الإرهابي، أمام أعين القوات الأميركية المتواجدين في قاعدة عسكرية على بعد كيلومترات من ممر قوات تنظيم الدولة الإرهابية أثار إستغراب الخبراء العسكريين، كما دفع الجنرال قاسم سليماني بتوجيه أعنف هجوم كلامي له ، للولايات المتحدة وبالتحديد الرئيس الأميركي باراك أوباما، منذ حرب غزة الأخيرة.

إتهم سليماني الأميركيين بالتآمر ضد العراق والتنسيق مع الأرهابيين وعدم الجدية والإرادة لمكافحة داعش، وألقى اللائمة على الرئيس الأميركي على وقوف القوات الأميركية موقع المتفرجين أمام تقدم داعش إلى الرمادي.

وما يقوي رأي الجنرال سليماني، تقرير جريدة بلومبرغ الأميركية في اليوم 28 شهر الماضي، يُظهر بالصور، تحرك قوافل داعش مجهزة بالآليات العسكرية نحو الرمادي.

وفي نفس الوقت تفيد وثائق سرية أميركية حجبت سريتها مؤخراً ، أنّ الولايات المتحدة وحلفائها من الدول الأوربية والخليجية وتركيا ، تعمل منذ  2012 من أجل تكوين قطاع سلفي، شرقي سوريا، على الحدود العراقية .

تلك الوثائق تقوي الشكوك في السياسة الأميركية تجاه داعش .

ومنذ منتصف العام 2014 بدأت الولايات المتحدة بالقصف الجوي المؤثر لمواقع داعش خاصة على مشارف مدينة عين العرب السورية، لولاه لكانت المدينة سقطت بيد داعش.

إستمر القصف الأميركي لداعش، في العراق، حيث منع داعش من السيطرة على سد الموصل، كما في عملية إسترداد مدينة تكريت، التي شارك فيه القوات الشعبية المدعومة من إيران .

وبينما كان تحرير تكريت من يد داعش، قاب قوسين أو أدنى، ظهر خلاف بين الولايات المتحدة وإيران، على المحاصصة من الإنتصار المرتقب في تلك المدينة، حيث شرعت الولايات المتحدة بالإبتزاز، عندما رفضت تواجد قاسم سليماني في تكريت مع بدء الهجوم الأخير، ممّ أثار استياء الحشد الشعبي العراقي، الذي عبّر عن عدم ثقته بالولايات المتحدة، رافضاً المشاركة والتنسيق مع التحالف الذي تقوده الأخيرة، في عميلة تحرير تكريت، وفق خبير إستراتيجي إيراني فضّل عدم الكشف عن هويته، لموقع لبنان الجديد .

وأضاف الخبير الإيراني، بأن قاسم سليماني خضع للمطلب الأميركي وعاد إلى إيران، قبيل شن الهجوم الأخير على تكريت، الذي شارك فيه الحشد الشعبي بعد إلحاح رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي .

يبدو أن الولايات المتحدة تريد إرسال رسالة لرئيس الوزراء العراقي وتجعله في موقع الاختيار بين طهران وواشنطن، بينما لا القصف الجوي الذي تقوم به الولايات المتحدة، تعويض إيراني له ولا التمدد البري الذي تقوم به القوات المدعومة من إيران، له تعويض أميركي، والخلاف بين إيران والولايات المتحدة على تسجيل الإنتصارات في العراق، ليس إلا لمصلحة الإرهابيين.