تجمع الآلاف من أعضاء القوات التعبئة الشعبية الباسيج التابعة للحرس الثوري، أمام مبنى السفارة السعودية في طهران احتجاجاً على عاصفة الحزم التي تقودها السعودية في اليمن. وذلك رغم إعلان محافظية طهران حظر التجمع والاعتصام أمام تلك السفارة.

سبق هذا التجمع، تجمع آخر في السبوع الماضي، شارك فيه مختلف الأطياف للشعب الإيراني، احتجاجاً على اعتداء الشرطة السعودية على يافعين إيرانيين، في مطار جدة، مما أدى إلى اعتذار المملكة وتطمينها ا بإنزال أشد العقوبات بحق المعتدين.

وأعقب هذا الموقف السعودي الذي عبر عنه وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، خلال لقاء السفير الإيراني ف السعودية، جاء تصريح ممثل الولي الفقيه الإيراني في الحج، قاضي عسكر بأن ما حدث في المطار لم يكن اغتصاباً ، بل كان اعتداء، مطالباً بعدم التصعيد في هذا المجال وعدم تضخيم الموضوع.

وجاء هذا التجمع الذي يستمر حتى بعد ظهر اليوم -السبت- بعد ساعات قليلة من خطاب الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني بمناسبة عيد الجيش الوطني الإيراني، الذي وجّه الرئيس فيه نقداً معتدلاً للسعودية من دون أن تسميها، قائلاً : إن الهجوم على المظلومين الأبرياء، ليس مدعاة للفخر لأي بلد، بل يتبعه العار في الدنيا والآخرة. ويبدو أن هذا اللوم، عام وشامل لجميع الأنظمة التي تقوم بقصف المدنيين والاعتداء على الآخرين. ولكن رغم عدم تسمية الرئيس للسعوديين، يبدو أن السياق الذي يقع فيه خطابه هذا يجعل المملكة السعودية متعرضاً لهذا النقد والإدانة.

هذا وبالمقارنة بين خطاب الرئيس الشيخ روحاني وبين خطاب السيد حسن نصر الله، يبدو أن تصريحات الشيخ كانت ودّية ودبلوماسية، حيث أن المعيار الذي عبر عنه روحاني للإدانة لن يقتصر على السعودية، ويشمل أي جيش يقوم بضرب غير المدنيين.

بدو أن البعض في إيران يبحثون عن دواعي للتصعيد، ولو لم يلبي تصريحات الرئيس الإيراني هذه الحاجة، فهناك تصريحات من الخارج، يلبيها ويغذيها. بينما العقل يحكم بالمطالبة بوقف الغارات وإيصال المساعدات الإنسانية ودعوة الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار اليمني - اليمني. لأن هذه الحرب كالحروب السابقة، لن تخلف انتصاراً لأحد، وإنما تخلف الحقد والدمار